في الوقت الذي تحدث فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي عن قرب انتهاء العملية العسكرية في جنين، ورهنها بـ10 أهداف متبقية قبل إنهاء حملته، شن هجومًا على مستشفاها الحكومي، ودفع بنحو 30 ألف آلية عسكرية لتخوم المدينة الواقعة شمالي الضفة، ما يرجح بأنها مناورة هدفها تضليل فصائل المقاومة، التي تبنت حادث الدهس في تل أبيب باعتباره "الرد الأول" على أحداث جنين.
ودخلت عملية جنين، الثلاثاء، يومها الثاني، إذ داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلية، مناطق مأهولة بالسكان داخل مخيم جنين ونفذت عمليات اعتقال في محيطه، كما أجبرت مئات العائلات على مغادرة المخيم، وشنت ضربات جوية وبرية ارتقى على إثرها حتى الآن 12 فلسطينيًا بينهم 3 أطفال، وجُرح أكثر من 100 آخرين بينهم حالات خطيرة.
تضليل المقاومة
بينما تتوارد الأنباء عن مواجهات جارية في أنحاء متفرقة من جنين، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، بينها إذاعة الجيش والقناة 13 وهيئة البث العام "كان 11"، أن قوات الاحتلال بدأت بالانسحاب من المخيم.
وحذرت مصادر أمنية فلسطينية، مساء اليوم الثلاثاء، من عملية "تضليل إعلامي كبير تقوم بها السلطات الأمنية الإسرائيلية" بادعائها انتهاء العملية في مخيم جنين الليلة، واعتبرتها محاولة تضليل للمقاومة الفلسطينية، وفق ما نقلت وكالة سما الفلسطينية.
وبيّنت المصادر الأمنية، أن "سلطات الاحتلال السياسية والعسكرية ادّعت، قبل أسبوع، أنه لا فائدة من شن عملية في جنين، وردد الإعلام الفلسطيني ذلك، بينما كانت الاستعدادات لدى جيش الاحتلال وصلت ذروتها لشن العملية"، وفق ما ذكرت الوكالة الفلسطينية.
وأعلنت حركة المقاومة الفلسطينية، الثلاثاء، مسؤوليتها عن حادث الدهس والطعن، الذي وقع في تل أبيب، واعتبرته "الرد الأول على جرائم الاحتلال الإسرائيلي"، في جنين بالضفة الغربية.
وبحسب مصادر إسرائيلية، أصيب 6 إسرائيليين على الأقل، في عملية دهس شمالي تل أبيب، فيما أُطلق النار على مُنفذ العملية.
10 أهداف
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان، اليوم، أن عملية جنين وقوامها ألف جندي تسير وفق المخطط لها، وأنه لا تزال هناك 10 أهداف متبقية قبل إنهائها.
وقال دانيال هاجواري، المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، إنه "تم اعتقال 120 مشتبهًا بهم. يجب اكتشاف 10 بنى تحتية أو أهداف قبل إنهاء هذه الحملة"، وفق ما نقل موقع "إسرائيل 24".
وأكد مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن" العملية في جنين اقتربت من نهايتها"، وفق ما نقلت القناة 14 العبرية.
ورهن أفيخاي أدرعي، الناطق باسم جيش الاحتلال للإعلام العربي، انتهاء العملية العسكرية في جنين بإضعاف البنية التحتية لحركتي الجهاد الإسلامي داخل المخيم.
هجوم مستشفى جنين
على الجانب الآخر، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص الحي صوب مستشفى الشهيد الدكتور خليل سليمان الحكومي في مدينة جنين، واستهدفت الطواقم الطبية والمرضى بالمستشفى، ما أسفر عن وقوع 3 إصابات بينهما اثنتان بجروح خطيرة، وفق بيان مقتضب لوزارة الصحة.
وقال الدكتور وسام بكر، مدير المستشفى، في تصريحات صحفية، إن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي وقنابل الصوت تجاه الطواقم الطبية والصحفيين والمرضى والمواطنين المتواجدين في ساحة المستشفى.
30 آلية تنضم للقتال
وأفادت مراسلة "القاهرة الإخبارية"، مساء الثلاثاء، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلية دفعت بنحو 30 آلية عسكرية جديدة إلى تخوم مدينة جنين، تنضم لهجوم يبدو أنه يدخل مرحلة جديدة هذه الليلة.
ومساء أمس الإثنين، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال، قومها ألف جندي، و150 آلية عسكرية ترافقها جرافات، مدينة جنين من عدة محاور، وحاصرت المخيم وقطعت الطرق التي تربطه بالمدينة، واستولت على عدد من المنازل والبنايات المُطلة عليه، ونشرت قناصتها فوق أسطحها، وقطعت التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة منه وجرفت محيطه.