الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الشتاء.. كلمة السر في تغير مسار الحرب الروسية- الأوكرانية

  • Share :
post-title
الحرب الروسية الأوكرانية

Alqahera News - مروة الوجيه

مع آخر تطورات الحرب الروسية الأوكرانية، ودخولها في حيز جديد من الانسحاب تارة واسترداد الأراضي تارة أخرى، فضلًا عن تدمير البنية التحتية لعدد ليس بقليل من الأراضي الأوكرانية، اتجهت بعض الآراء الغربية لأن انسحاب روسيا من خيرسون الأسبوع الماضي قد يكون بداية مرحلة جديدة من الحرب، لكن في الوقت نفسه قد يؤدي إلى هروب العديد من سكان أوكرانيا إلى دول الجوار في أوروبا هربًا من الدمار الذي حلّ بالبلاد، بعد أن عملت القوات الروسية على تدمير البنية التحيتة في أوكرانيا ونحن على أعتاب أصعب شهور الشتاء في العام.

ووفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نقل عن مسؤولين أمريكيين أن الحرب الروسية الأوكرانية يمكن أن تتوقف بصورة مؤقته خلال فصول الشتاء، بينما كبح التقدم الأوكراني الأخير، آمال موسكو في الاستيلاء على المزيد من الأراضي في المناطق التي أعلنت روسيا ضمها إليها عبر استفتاء.

ويرجّح مسؤولون من الإدارة الأمريكية، أن تستمر موسكو في مهاجمة القواعد والبنية التحتية وشبكة الكهرباء الأوكرانية، لكنهم يرون أن حلول فصل الشتاء سيؤدي إلى تباطؤ التقدم العسكري لكلا الجانبين، وخاصة أن قرار موسكو بالانسحاب من مدينة خيرسون الاستراتيجية جنوب أوكرانيا استند جزئيًا إلى مخاوف من قطع الإمدادات على الجنود الروس من قِبل الجانب الأوكراني ما قد يؤدي لوفاتهم، خاصة ونحن بموسم الشتاء، وفق تقرير "نيويورك تايمز".

يذكر أن الكرملين أعلن الأسبوع الماضي، أن قواته قد انسحبت من مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا وانتقلت عبر نهر دنيبرو، وقد أثار الانسحاب الروسي العديد من علامات الاستفهام حول سرعة انسحاب القوات من خيرسون بعد تسعة أشهر من وجودهم فيها، حيث يرى بعض المتابعين أن الانسحاب الروسي ربما يكون تكتيكيًا أو انتكاسة لموسكو، لا ترغب في الاعتراف بها.

من جهة أخرى، قال مسؤول في حلف شمال الأطلسي (الناتو) إن القوات الأوكرانية دمرت أو ألحقت أضرارًا بجميع الجسور المؤدية إلى المدينة باستثناء جسر واحد، مما حدّ من قدرة روسيا على إعادة إمداد قواتها التي يتراوح عددها بين 20 و30 ألف جندي.

وكان المسؤولون الأمريكيون، قد قدّروا أن الانسحاب الروسي سيستغرق أسبوعين، لكن وزارة الدفاع الروسية قالت إن الانسحاب اكتمل.

ويمكن أن تستمر فترة التوقف الشتوي لمدة ستة أشهر، وفق تقدير الصحيفة الأمريكية، حيث ستؤدي الأمطار والأرض الطينية في أواخر نوفمبر الجاري إلى إبطاء تحركات كلا الجيشين.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن كولن كال، وكيل وزارة الدفاع الأمريكية للسياسة، خلال تصريحات صحفية: "نرى بالفعل أن الطقس في أوكرانيا يبطئ الأمور قليلاً" ثم تابع "لقد أصبح الأمر موحلًا حقًا، ما يجعل من الصعب القيام بهجمات واسعة النطاق".

كما أوضح الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة وكبير المستشارين العسكريين للرئيس الأمريكي جو بايدن، أن فصل البرودة المقبل سيكون فرصة لكلا الجانبين للنظر في محادثات السلام.

ومع التوقف المرتقب بسبب الطقس في التحركات العسكرية الرئيسية، ستدخل الحرب مرحلة جديدة، وفق تقرير الصحيفة الأمريكية.

وينصح مسؤولون في إدارة الرئيس جو بايدن بأنه من الضروري استخدام الشتاء لإعادة بناء إمدادات الأسلحة الدفاعية والهجومية لأوكرانيا.

كما نقلت الصحيفة الأمريكية عن محللين عسكريين أنه خلال فترة التوقف التي تلوح في الأفق، سيعيد الجانبان تدريب القوات ويستعدان لدفع متجدد مع بداية فبراير المقبل.

وعلى النقيض، كانت صحيفة "نيوز وويك" الأمريكية نقلت تقريرًا آخر، عن معهد دراسات الحرب الأمريكي (ISW) والذي أوضح في أحدث تقييم له أن الطقس الشتوي لن يردع الهجوم الأوكراني المضاد ضد القوات الروسية، وأن الافتراضات الغربية القائلة إن الطقس البارد يمكن أن يوقف الأعمال العسكرية أو يدخلها في حالة جمود خاطئة.

وأضاف المعهد الأمريكي، أن هناك تقارير تفيد بأن حلفاء أوكرانيا يشككون في قدرة كييف على إخراج القوات الروسية بالكامل من المناطق المحتلة، ويشككون في أن أيًا من الجانبين يمكن أن يحقق جميع أهدافه العسكرية خلال فصل الشتاء الذي يمكن أن يكون عائقًا للطرفين في تحقيق تقدم عسكري فعّال، خاصة مع دخول فصل الشتاء ذروته خلال الشهريين المقبلين، لكن هذه التقارير، وفق المعهد الأمريكي، تهدف إلى تمهيد الطريق للدبلوماسية بين موسكو وكييف.

وأضاف تقرير المعهد أيضا أن الطقس الشتوي يمكن أن يضر بشكل كبير بالقوات الروسية بسبب سوء التجهيز، أو عدم المعرفة الكافية بجغرافية البلاد الأوكرانية، "لكن القوات الأوكرانية جيدة الإمداد ومن غير المرجح أن توقف هجماتها المضادة بسبب قدوم الشتاء".

وخلص تقرير (ISW) إلى أن أوكرانيا قد تكون قادرة في الواقع على الاستفادة من المناطق المتجمدة "للتنقل بسهولة أكبر مما تستطيع في أشهر الخريف الموحلة". مضيفًا أن القتال "إذا توقف هذا الشتاء فسيكون بسبب تحديات لوجستية فقط، لكن من المستبعد أن تكون خطوة للحل الدبلوماسي من قبل الطرفين".