يتجه المشهد الإسرائيلي إلى مزيد من الضبابية، بعد دفع البرلمان الإسرائيلي بمشروع قانون "التعديلات القضائية" المقترحة رغم الرفض الشعبي، ليل أمس الاثنين.
يوم الفوضى
تحت عنوان "يوم الفوضى"، صعّدت المعارضة الإسرائيلية احتجاجاتها في وجه الائتلاف اليميني الحاكم، وسط أجواء سياسية وأمنية تغلي كالمراجل، وتحمل في طياتها انتخابات سادسة، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
وصادقت الحكومة الإسرائيلية، ليل الاثنين، بالقراءتين الأولى والثانية على مشروع قانون يهدف إلى الحد من تدخل المحكمة العليا في قرارات الحكومة بذريعة عدم معقوليتها، وجعل الغلبة للسياسيين، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وأشعلت المخططات التي طرحها الائتلاف اليميني الحاكم في إسرائيل، الذي يضم أحزابًا ذات خلفية دينية وقومية متطرفة، احتجاجات وصفت بأنها الأسوأ في تاريخ دولة الاحتلال.
وأدخلت تلك الاحتجاجات إسرائيل في أزمة سياسية كبيرة تردد صداها على جميع المؤسسات بما فيها المؤسسة الأمنية، كما أثارت قلق حلفائها في الغرب على سلامة الديمقراطية في إسرائيل، وفق ما ورد في وسائل الإعلام الإسرائيلية.
إصابات واعتقالات
في خضم هذه الأجواء الملتهبة، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء 66 متظاهرًا ممن شاركوا في المظاهرات المناهضة للحكومة الإسرائيلية، وسط شواهد على ارتكاب الشرطة انتهاكات جسيمة بحق المتظاهرين.
ورصدت نجمة داوود الحمراء، إصابات بالغة إثر أعمال العنف التي تخللت الاحتجاجات، وطالبت المتظاهرين بالسماح لسيارات الإسعاف بالمرور.
وبحسب الشرطة، فإن الاعتقالات أتت بسبب الإخلال بالنظام العام، وإغلاق الطرقات الرئيسية، وعرقلة عمل الأجهزة الأمنية.
وفي تعمد لإثارة الغضب الشعبي، دعا يسرائيل كاتس، وزير الطاقة الإسرائيلي، إلى اعتقال روي نيومان، أحد قادة الاحتجاجات المناهضة للحكومة الإسرائيلية، بزريعة دعوة المتظاهرين للتمرد وتعطيل النظام العام.
وكجزء من "يوم الفوضى"، أغلقت الاحتجاجات الصاخبة، جميع الطرق الرئيسية في المدن والبلدات، ما تسبب في شلل مروري في جميع الأنحاء.
وتتركز الاحتجاجات المناهضة للحكومة الإسرائيلية في شارع "كابلان" وسط تل أبيب.
ويعتزم منظمو الاحتجاجات مواصلة التظاهر في مطار بن جوريون في مدينة اللد المحتلة، وأمام المحكمة العليا في القدس المحتلة، وبيت الرئيس الإسرائيلي في القدس المحتلة، وأمام السفارة الأمريكية في تل أبيب.
وستنطلق المظاهرة الرئيسية ستنطلق الساعة الرابعة بالتوقيت المحلي، بحسب صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
دعوات للتظاهر
كانت نقابة المحامين، أعلنت انضمامها إلى الاحتجاج أمس الاثنين ودعت إلى التظاهر، في ساحة تل أبيب، من أجل إضراب شامل، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
وانضم عمال "الهايتك" إلى منظمي الاحتجاج، معتبرين أن الحكومة الإسرائيلية تدمر الديمقراطية وتتجه نحو "الانتحار الاقتصادي"، إذ ألقت الإصلاحات القضائية بظلالها السلبية على الاقتصاد الإسرائيلي وأدت إلى هروب المستثمرين ورؤوس الأموال خارج البلاد.
ويعتبر الائتلاف اليميني الحاكم في إسرائيل أن "التعديلات القضائية" محاولة لاستعادة التوازن بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، فيما ترى المعارضة أن هذا المخطط حيلة "لتسييس القضاء" وتقويض سُلطة المحكمة العليا.
وفي محاولة لسحب الثقة من الائتلاف اليميني المتطرف بزعامة بنيامين نتنياهو والإطاحة بالحكومة، يقود يائير لابيد، رئيس الوزراء المنتهية ولايته، وبيني جانتس، وزير جيش الاحتلال المنتهية ولايته، احتجاجات حاشدة للأسبوع السابع والعشرين على التوالي.
