الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

صراع الألغام الضالة في مياه البحر الأسود.. الملاحة تترنح والاتهامات حائرة بين موسكو وكييف

  • Share :
post-title
لغم بحري - أرشيفية

Alqahera News - سامح جريس

تشدو الألغام البحرية الموجودة في مياه البحر الأسود أغنية حزينة؛ لتقرع جرس الإنذار بكارثة محدقة على أمن الملاحة البحرية، فهي كالسياط غير المرئية تنتظر ضحاياها الأبرياء لتلتهم أحلامهم وآمالهم، ورغم الجهود الكثيرة لإخماد صوت هذه الأغنية المرعبة إلا أن المأساة تتكرر، فالدم والدموع يظلان يسيلان بفعل هذه الشياطين، إذ تعيش الملاحة البحرية في منطقة البحر الأسود خطرًا دائمًا بعد اكتشاف عدد من الألغام الضالة في المنطقة، والتي يتزايد عددها يومًا بعد يومٍ.

أوكرانيا لا تهتم بأمن الملاحة

كانت البداية مع إصدار وزارة الدفاع الروسية تحذيرًا للبحارة بعد اكتشاف لغم أوكراني بالقرب من ممرات ملاحية في المنطقة الشمالية الغربية من البحر الأسود، إذ حثت موسكو جميع السفن على إدراك الخطر المُحتمل الذي تشكله الألغام البحرية لسلامة الملاحة للسفن المدنية، مُستشهدة بتحذير من أسطول البحر الأسود الروسي، بحسب وكالة "تاس" الروسية.

وقالت وزارة الدفاع إن القوات الأوكرانية زرعت اللغم الضال في أوائل العام الماضي خلال "أنشطة التعدين الفوضوية في المنطقة الساحلية للبحر الأسود"، مُضيفة أن القوات في كييف "لم تهتم بأمن الملاحة البحرية".

وجاء في البيان أن "عدم الكفاءة وانعدام المسؤولية من جانب البحرية الأوكرانية أدى إلى انجراف عدد غير معروف من الألغام في البحر الأسود، مما يُشكل خطرًا دائمًا على الملاحة".

ضرر الأطراف الأخرى

تم اكتشاف ألغام ضالة في البحر الأسود خلال عدد من المناسبات منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، إذ قالت وزارة الدفاع التركية في أبريل 2022، إنها اضطرت إلى إرسال فرق غوص من النخبة تحت الماء إلى منطقة قبالة ساحل مقاطعة إزمير التركية بعد اكتشاف لغم عائم، بحسب وسائل إعلام تركية.

في وقت سابق، اكتشف متخصصون أتراك لغمين ضالين آخرين ظاهرين، أحدهما بالقرب من مضيق البوسفور والآخر بالقرب من حدود البلاد مع بلغاريا.

واكتشف الجيش الروماني في مارس 2022، لغمًا عائمًا وتم تدميره بالقرب من شاطئ البحر الأسود في البلاد.

تبادل الاتهامات

اتهمت كل من أوكرانيا وروسيا بعضهما البعض بزرع ألغام في البحر الأسود منذ بداية الصراع، إذ وجه الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، أصابع الاتهام إلى روسيا بما وصفه بـ "خلق أسوأ تهديد للأمن الدولي منذ الحرب العالمية الثانية" من خلال زرع الألغام باعتبارها "سلاحًا فعليًا للعمل العشوائي" في أبريل 2022، وفقًا لوكالة رويترز.

أما موسكو من جانبها فقد نفت اتهامات كييف، إذ قال جهاز الأمن الفيدرالي الروسي عام 2022 إن البحرية الأوكرانية وضعت نحو 420 لغمًا بحريًا "قديمًا" خارج العديد من موانئها، مُضيفًا أن بعض هذه الألغام انفصلت في وقت لاحق عن كابلاتها، وكانت في حالة انجراف.