الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

منطقة (الإندو-باسيفيك).. حرب باردة بين الصين وأمريكا وواشنطن تبحث عن أمن الحلفاء

  • Share :
post-title
البحرية الصينية

Alqahera News - محمد أبوعوف

دخلت منطقة دول جزر المحيط الهادئ، والمعروفة باسم (الإندو-باسيفيك) ضمن التحركات المستجدة للصراعات الدولية، لاسيما أنها بالقرب من الصين، الأمر الذي يرشحها لأن تتحول إلى مسرح للتنافس من جديد بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين الشعبية، خصوصًا أن بكين تعتبرها مجالًا حيويًا لتحركاتها الخارجية، في إطار مبادرة الحزام والطريق التي تسعى من خلالها لتعزيز مكانتها الاقتصادية، وتُعد دول جزر المحيط الهادئ من أكبر المناطق الاقتصادية في العالم، فضلًا عن الثراء البحري الذي تتمتع به هذه الجزر، حيث إنها تمتلك إمكانات اقتصادية هائلة، كما أن بلدان جزر المحيط الهادئ الـ14 المرتبطة ببعضها البعض من خلال الشراكات الاقتصادية، تمثل أكبر عدد الأصوات في الأمم المتحدة.

وقال عدد من الخبراء في حديثهم لـ"القاهرة الإخبارية"، إنَّ هناك عددًا من الدوافع التي خلقت صراعًا في تلك المنطقة، أبرزها الحد من الصعود الصيني وتعزيز الهيمنة الأمريكية، في الوقت الذي أكد فيه آخرون أن الصين ليست لديها خلافات مع جيرانها، وأن التدريبات العسكرية المشتركة بين الصين وروسيا بمثابة رد على الاستفزازات الأمريكية.

منطقة الباسيفيك
الموقف الحالي غير مُستقر

الخبير العسكري، إلكسندر ستيبانوف، قال إنَّ منطقة البحر الشمالي أحد المشاريع الاستراتيجية المهمة لـ"روسيا الاتحادية"، والصين تتعاون بقدر كبير عن طريق التركيز في المشاركة بالمسارات داخل تلك المنطقة، من خلال تقديم الاتصالات ولا سيما إلى أوروبا.

وفي حديثه لـ"القاهرة الإخبارية"، يرى "ستيبانوف" أنَّ الموقف الحالي غير مستقر؛ بسبب تصرفات الولايات المتحدة الأمريكية التي أرسلت قواتها إلى المناطق المتاخمة لتايوان، مما يؤجج الصراع ومحاولتها المستمرة لعسكرة الدول بالمنطقة المحيطة مثل اليابان وكوريا الجنوبية.

وأشار إلى أنَّ روسيا الاتحادية والصين تُجريان الآن اتصالات قوية بشأن التعاون الإقليمي والأمني، وتركيز التواصل على المستوى البحري منذ 2018 من خلال استخدام أنواع مختلفة من التسليح والقوات البحرية؛ لضمان سلامة المنطقة ضد أي عدائيات من قبل واشنطن.

البحرية الأمريكية
تصرفات استفزازية

وأعلنت الصين أن القوات المسلحة الروسية ستشارك في تدريبات عسكرية مشتركة تنظمها الصين في بحر اليابان، في المستقبل القريب، وذكرت وزارة الدفاع الصينية أنه وفقًا لخطة التعاون السنوية بين القوات المسلحة الروسية والصينية، تركز على موضوع الحفاظ على أمن الممرات البحرية الاستراتيجية، وتهدف إلى تحسين التفاعل الاستراتيجي بين القوات الصينية والروسية، وتعزيز القدرة على الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين بشكل مشترك.

وفي هذا السياق، أوضح إلهام لي، المُحلل السياسي الصيني، أنَّ بكين ليست لديها خلافات مع كل دول الجوار بل عدد قليل منها، وأن التدريبات العسكرية المشتركة جرى تنظيمها من المنطقة العسكرية الشمالية للجيش الصيني، لذلك سميت هذه المناورات بـ"تعاون الشمال".

واعتبر "إلهام لي"، أنَّ التدريبات الصينية - الروسية المشتركة بمثابة رد على الأعمال الاستفزازية والتصرفات غير العقلانية من قبل البحرية الأمريكية، خصوصًا عند مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبى وبحر الصين الشرقي، كما أن تصريحات وزير الدفاع الأمريكي بشأن الاستعداد لمواجهة الصين غير مسؤولة.

ولفت إلى أنه وجب على الصين أن تكون مستعدة بالتعاون مع شريك قوي مهم مثل روسيا، كما أنَّ المناورات العسكرية المشتركة رسالة وإشارة إلى الدول التي ترغب في تكوين تحالف مع واشنطن، مُضيفًا أنَّ تايوان فشلت في فهم هذه الإشارة الصينية حتى الآن.

قلق أمريكي وخوف على الحلفاء

أثارت تصريحات الصين بأن قوات بحرية وجوية روسية ستشارك في تدريبات مشتركة بين البلدين تجرى في الجزء الأوسط من بحر اليابان، خلال المستقبل القريب، أثارت قلق الولايات المتحدة الأمريكية التي أعلنت خطة دفاع عن تايوان ضد أي هجوم.

مسؤول سابق في البنتاجون، برنت سادلر، علّق في حديثه لـ"القاهرة الإخبارية"، قائلًا: "إنَّ هناك تاريخًا طويلًا من التحالفات العسكرية والأمنية بين دول المنطقة والتي تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية لتبادل المصالح الأمنية".

وأوضح "سادلر"، أنَّ الصين وروسيا أجريتا عددًا من التدريبات العسكرية في المياه الدولية بالقرب ألاسكا وهاواي منذ شهر، وراقبت واشنطن هذه التدريبات، عن كثبٍ.

وأكد أنَّ واشنطن ستصدر احتجاجات دبلوماسية على هذه التدريبات، وأمريكا لا تريد الصراعات وإنما تبحث عن أمن حلفائها، وعدم انتهاك دول الحلفاء في هذه المنطقة.

مسمى (الإندو-باسيفيك)

وبحسب دراسة نشرها مركز وحدة دراسات "القاهرة الإخبارية" في وقت سابق، فإن الصينيين يعتبرون طرح مسمى (الإندو-باسيفيك) الذي تروّج له القوى الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، مفهومًا مصطنعًا بديلًا لمفهوم آسيا الباسيفيك، الذي يهدف إلى استبعاد الصين ووضع حد لتطلعاتها الأمنية والاقتصادية في المنطقة، ومنح الصدارة للقوى غير الآسيوية، مثل أستراليا، أو لدول من خارج المحيط الهادئ مثل الهند.

لذلك تعتقد بعض التقديرات أن اتجاه واشنطن لإمداد أستراليا بتكنولوجيا الغواصات النووية في إطار تحالف "أوكوس"، يهدف إلى استراتيجية شد الأطراف واستنزاف قدرات الصين، وهو الأمر الذي جعل المتحدث باسم الخارجية الصينية، تشاو لي جيان، يعلن أن التحالف يضر بالجهود الدولية لمنع انتشار الأسلحة النووية، ويدمر السلام والاستقرار الإقليمي في المنطقة، بما سيخل بالتوازن الاستراتيجي، ويطلق سباق تسلح نووي، داعيًا واشنطن وكانبرا ولندن للتخلص من عقلية الحرب الباردة والتحيز الأيديولوجي.