استعدت أوروبا لارتفاع درجات حرارة قياسية بدأت الثلاثاء الماضي، إذ تكافح اليونان حرائق الغابات التي أجبرت الناس على الفرار من ديارهم.
فيما حذّرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة من زيادة المخاطر على الصحة، ولم تظهر موجات الحر في جميع أنحاء العالم أي علامات على التراجع، بحسب وكالة "فرانس برس".
ومن كاليفورنيا إلى الصين، حذّرت السلطات من المخاطر الصحية للحرارة الشديدة، وحثّت المواطنين على شرب الماء والاحتماء من أشعة الشمس الحارقة.
وفي تذكير صارخ بآثار الاحتباس الحراري، قالت الوكالة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة (WMO) إن العالم يجب أن يستعد للحرارة الشديدة بشكل متزايد.
وقال جون نيرن، كبير مستشاري الحرارة الشديدة بالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية للصحفيين: "ستستمر هذه الأحداث في الازدياد، وعلى العالم أن يستعد لمزيد من موجات الحر الشديدة".
موجة حارة قياسية متوقعة في سردينيا وصقلية
كان من المقرر أن تصل الذروة في أوروبا إلى جزر سردينيا وصقلية الإيطالية، إذ يمكن أن تتجاوز درجات الحرارة الرقم القياسي على مستوى القارة البالغ 48.8 درجة مئوية المسجل في صقلية في أغسطس 2021.
في روما، كان من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 42 درجة مئوية، حتى إن اثنين من الكهنة راحا في سُبات عميق مع فتح أطواقهما خارج البانثيون، بينما يملأ التجار المحليون دلاء المياه في النوافير العامة.
بعد شهر يونيو الأكثر سخونة على الإطلاق ، يجب على الدول أن تستعد لطقس النينو القاسي.
قال النادل ماورو ناتالي، 45 سنة: "لا يمكننا التوقف بسبب الحرارة"، وقال إن الموظفين سُمح لهم بارتداء قمصان قصيرة الأكمام بدلاً من بدلاتهم المعتادة، كما أصدرت السلطات الصحية في إيطاليا تنبيهات حمراء لـ20 مدينة، من نابولي في الجنوب إلى البندقية في الشمال.
حرائق الغابات بالقرب من أثينا
شمال غرب العاصمة اليونانية أثينا، تلوح في الأفق سحابة ضخمة من الدخان فوق غابة ديرفينوهوريا، فيما تكافح خدمات الطوارئ حرائق الغابات لليوم الثاني في عدة مواقع حول العاصمة.
وقال يانيس أرتوبيوس، المتحدث باسم رجال الإطفاء، للصحافة: "همنا الأساسي هو حماية الأرواح".
لا يزال الحريق مشتعلًا في غابة ببلدة لوتراكي الشاطئية الشهيرة، وقال رئيس البلدية إنه تم إجلاء 1200 طفل يوم الاثنين من مخيمات العطلات.
"القيادة العالمية" في قضايا المناخ
في الولايات الأمريكية الجنوبية والغربية الحارة والجافة عادة، كان هناك أكثر من 80 مليون شخص تحت تحذيرات من موجة حر "واسعة النطاق وظالمة" أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة في وادي الموت بكاليفورنيا إلى ما يقرب من 52 درجة مئوية يوم الأحد الماضي.
وفي أجزاء من آسيا، تسببت درجات الحرارة القياسية في هطول أمطار غزيرة، وتم إجلاء ما يقرب من 260 ألف شخص في جنوب الصين وفيتنام قبل أن يصل الإعصار إلى اليابسة في وقت متأخر من يوم الاثنين، ما تسبب في رياح عاتية وأمطار، لكنه ضعف إلى عاصفة استوائية بحلول أمس الثلاثاء.
سجلت الصين ارتفاعًا جديدًا في منتصف يوليو عند 52.2 درجة مئوية في قرية سانباو بإقليم شينجيانج الشمالي الغربي، متجاوزة بذلك أعلى مستوى سابق عند 50.6 درجة مئوية تم تسجيله قبل ست سنوات.
جاءت الحرارة القياسية في الوقت الذي التقى فيه مبعوث المناخ الأمريكي جون كيري بمسؤولين صينيين في بكين، حيث أعاد أكبر ملوثين في العالم الدبلوماسية المتعثرة بشأن الحد من انبعاثات الاحتباس الحراري.
وفي حديثه في قاعة الشعب الكبرى في بكين مع كبير الدبلوماسيين الصينيين وانج يي أمس الثلاثاء، دعا كيري إلى "قيادة عالمية" بشأن قضايا المناخ.