الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

النيجر.. مساع لإعادة "بازوم" إلى السلطة و"فاجنر" تلوح بالتدخل

  • Share :
post-title
الاضطرابات في النيجر

Alqahera News - محمود غراب

أجرى الرجل الثاني في المجموعة التي أطاحت برئيس النيجر محمد بازوم، زيارة إلى مالي، والتي أثارت التكهنات عن شراكة محتملة كبيرة مع مجموعة "فاجنر" الروسية، كما ترى شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.

جاء ذلك في حين اجتمع قادة جيوش دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) في نيجيريا، لبحث خطة لتدخل عسكري في النيجر، لاستعادة النظام الدستوري إلى السلطة.

وهددت الكتلة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، الأحد الماضي، باستخدام القوة إذا لم يتم إعادة الرئيس بازوم في غضون أسبوع واحد.

وقالت حكومتا مالي وبوركينا فاسو، الاثنين الماضي، إنهما ستعتبران أي تدخل عسكري في النيجر "عملا حربيًا" ضدهما، وأنهما تضعان جيوشهما في حالة تأهب.

وحسب وكالة الأنباء الأوروبية "يورونيوز"، يرى خبراء غربيون أن الإطاحة برئيس النيجر، يفتح الباب أمام "فاجنر" للتدخل في البلاد كما حصل في بلدان أخرى من إفريقيا.

ويرجح الخبراء الغربيون أن يتدخل قائد "فاجنر" يفجيني بريجوجين عسكريًا في نيامي، وأن يؤمن الحماية لمنفذي الإطاحة برئيس النيجر، ويتقاضى بدل أتعابه مقابل ذلك، وسط ميل شعبي لتأييد روسيا ورفض فرنسا.

وأعلنت الرئاسة في مالي، أمس الأربعاء، أن الجنرال ساليفو مودي، أحد ضباط النيجر الذين استولوا على السلطة بعد الإطاحة برئيس البلاد الشرعي، الأسبوع الماضي، قام بزيارة إلى البلاد.

ونشرت الرئاسة صورًا وبيانًا على فيسبوك، أعلنت فيه أن الرئيس الانتقالي لمالي، عاصمي جوتا، استضاف "مودي" ووفدًا عسكريًا كبيرًا من النيجر، أمس الأربعاء.

وذكر بيان الرئاسة المالية، أن الجنرال مودي أبلغ مضيفه أنه جاء لاستكشاف السبل والوسائل لتعزيز التعاون الأمني بين بلديهما، في وقت تخطط فيه بعض الدول للتدخل عسكريًا في النيجر.

وذكرت "سي. إن. إن" أن رحلة مودي إلى مالي، تشير إلى شراكة محتملة كبيرة مع مجموعة "فاجنر" الروسية.

ولفتت الشبكة إلى أن بريجوجين قائد فاجنر، احتفل الأحد الماضي، بالإطاحة برئيس النيجر، وقال إن شركته "يمكن أن تساعد أيضًا في مواقف مثل تلك التي تتكشف هناك".

ووصف بريجوجين الإطاحة برئيس النيجر، بأنه لحظة طال انتظارها للتحرر من المستعمرين الغربيين، معتبرًا أن النيجر تنال استقلالها بهذه الخطوة.

وحاليًا، يتمركز المئات من مقاتلي مجموعة فاجنر في مالي. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس الأربعاء، إنها "لن تكون متفاجئة" بمحاولة المجموعة الروسية استغلال الوضع في النيجر لمصلحتها الخاصة.

ورغم أن الإدارة الأمريكية لم تتمكن من التحقق من التقارير التي تفيد بأن الرجل الثاني في المجموعة التي أطاحت برئيس النيجر، قد سافر إلى مالي لطلب المساعدة من قوات فاجنر هناك، لكن المسؤولين يواصلون التأكيد على أن هناك خطرًا من أن تحاول مجموعة المرتزقة الروسية استغلال الموقف، وفق "سي. إن. إن".

وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مات ميلر، أمس الأربعاء: "لن أتفاجأ برؤية مجموعة فاجنر تحاول استغلال هذا الوضع لمصلحتها الخاصة لأنها تحاول استغلال مواقف أخرى في إفريقيا لمصلحتها الخاصة، وعندما أقول لمصلحتها الخاصة، أعني لمصلحتها المالية الشخصية، فضلًا عن محاولتها لتوسيع نفوذها في القارة".

وأضاف أن "أي محاولة من قبل القادة العسكريين في النيجر لجلب قوات فاجنر إلى البلاد، ستكون إشارة على أنهم لا يضعون مصالح الشعب في أولوياتهم".

ويواجه منفذو الإطاحة برئيس النيجر، ضغوطًا من جانب من المجتمع الدولي وتهديدًا باحتمال استخدام القوة من قبل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس"، إذا لم تتم إعادة بازوم إلى منصبه بحلول، يوم الأحد المقبل.

ومنذ أمس الأربعاء، اجتمع رؤساء أركان الدول الأعضاء في إيكواس في نيجيريا. وقال مفوض "إيكواس" المكلف الشؤون السياسية والأمن عبد الفتاح موسى "الخيار العسكري ضد النيجر هو الخيار الأخير المطروح، لكن يجب أن نكون مستعدين لهذا الاحتمال".

واستخدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لغة قوية تجاه منفذي الإطاحة برئيس النيجر، متعهدًا بعمل "فوري ولا هوادة فيه" إذا تعرض المواطنون الفرنسيون أو المصالح الفرنسية للهجوم، بعد احتشاد الآلاف خارج السفارة الفرنسية.

ومع ذلك، نفت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، أي نية للتدخل العسكري في النيجر، قائلة لمحطة إخبارية الفرنسية: "هذا خطأ... لا يزال من الممكن إعادة رئيس النيجر إلى السلطة، وهذا ضروري لأن زعزعة الاستقرار محفوفة بالمخاطر بالنسبة للنيجر وجيرانها".