الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عشية ذكرى انفجار مرفأ بيروت.. تدابير أمنية احتياطية واقتحام لقصر العدل

  • Share :
post-title
آثار حادث الانفجار تظهر على مرفأ بيروت

Alqahera News - سمر سليمان

بينما لم يخضع أصحابها للتحقيق حتى اللحظة، وصلت صور مسؤولون مُدعى عليهم في تحقيقات مرفأ بيروت إلى مقر قصر العدل وافترشت أرضه، بيد نشطاء، عشية الذكرى الثالثة للحادث الدموي الأسوأ في تاريخ لبنان، في الوقت نفسه أعلن الأمن العام في البلاد عن تدابير سير احتياطية، بالتزامن مع انطلاق مسيرات سلمية تصل المرفأ، غدًا الجمعة، بمناسبة ذكرى الفاجعة.

ويُنظر إلى انفجار مرفأ بيروت، الذي وقع في 4 أغسطس عام 2020، مُخلفًا 215 قتيلًا وأكثر من 6500 جريح، على أنه أحد أكبر الانفجارات غير النووية في العالم.

اقتحام قصر العدل

وسط هتافات منددة بعرقلة سير التحقيقات، أقدم نشطاء، اليوم الخميس، على اقتحام قصر العدل في بيروت، ووضعوا على أرضه صورًا للمدعى عليهم بقضية تفجير مرفأ بيروت، في محاولة منهم لتذكير الجهات المسؤولة بضرورة متابعة الملف.

ورددوا هتاف "لن ننسى دم الشهدا".

مسيرات للمرفأ

ومن المنتظر أن يخرج اللبنانيون، غدًا، إحياءً للذكرى الثالثة للحادث، في مسيرات تنطلق الرابعة عصرًا، من مقر فوج إطفاء بيروت حتى تدرك مرفأ بيروت، بدعوة من تجمع أهالي شهداء وجرحى ومتضرري الحادث، وستلقى كلمات وتوضع أكاليل من الزهور بالنصب التذكاري.

وينكس لبنان الأعلام، غدًا الجمعة، في الساحات العامة، بالعاصمة بيروت، ومن المتوقع أن تغلق الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات، وفق قرار أصدره مجلس الوزراء.

تدابير أمنية

فرضت السلطات الأمنية في لبنان، تدابير احتياطية بموجبها منعت السير للمارة والسيارات بعدد من الطرق الرئيسية بمحيط مرفأ بيروت وحولت حركة المرور إلى أخرى بديلة، وأكدت أن القرار "حفاظًا على سلامة المواطنين"، ومن المقرر أن يقيم أهالي ضحايا المرفأ مسيرات سلمية تنتهي بهم لموقع الحادث الواقع بوسط العاصمة.

وذكرت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي اللبناني، في بيان، اليوم الخميس، أنه "بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لانفجار مرفأ بيروت، سيقيم أهالي شهداء وضحايا المرفأ هذه الذكرى في مركز فوج إطفاء بيروت/ الكرنتينا، الساعة 16.00 من تاريخ 4-8-2023، ومسيرة بدءًا من الساعة 17.30 من مركز فوج الإطفاء وصولًا إلى مرفأ بيروت".

وأضافت أنه "حفاظًا على سلامة المشاركين والمواطنين، ستتخذ بدءًا من الثالثة عصرًا من تاريخ 4 أغسطس تدابير سير احتياطية".

وحددتها في "منع مرور السير القادم من الدورة نحو مرفأ بيروت، وتحويله باتجاه الفوروم دو بيروت – أوتوستراد اميل لحود، كما منعت "مرور السير القادم من القاعدة البحرية باتجاه تمثال المغترب، وتحويله نحو جادة شارل الحلو".

وطلبت من المواطنين التقيد بتوجيهات رجال الأمن الداخلي وإرشاداتهم، وبلافتات السير التوجيهية حفاظًا على سلامة المشاركين بالمسيرات وكذلك تسهيلًا لحركة المرور".

عدالة لم تتحقق بعد

وأملًا في إدراك عدالة لم تتحقق بعد، توالت المنشورات والبيانات عن مسؤولين وسياسيين، إحياءً لذكرى الضحايا، وللمطالبة بالعدالة والقصاص لهم.

واعتبر سعد الحريري، في تدوينة عبر حسابه على موقع "إكس" "تويتر سابقًا"، ذكرى حادث مرفأ بيروت "بصمة سوداء" على جبين تاريخ لبنان وكتب: " 4 آب‏‏.. بصمة سوداء على جبين مرحلة من تاريخ لبنان. ‏جرح بيروت لن يندمل والعدالة آتية مهما طال ‏الزمن".‏

أما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، فطالب بالعدالة على حسابه عبر التطبيق "إكس": "العدالة لبيروت بكل ما أوتينا من قوات".

ودعت حركة شباب لبنان في بيان لها، "الأطراف السياسية إلى "التحلي بالمسؤولية والابتعاد عن الأنانية والحسابات الطائفية والمناطقية والمبادرة لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية وتشكيل حكومة "قادرة على انتشال لبنان من الهوة التي أوقع فيها" بحسب البيان.

ومنذ تعيين القاضي البيطار لقيادة التحقيق في فبراير 2021، واجه عقبات للقيام بعمله، وتم تعليق عمله لنحو 13 شهرًا، وبعد استئنافه وفور توجيهه اتهامات لـ8 مسؤولين، بينهم النائب العام الحالي غسان عويدات، اتُهم القاضي بارتكاب عدة جرائم، من بينها "التعدي على السلطة"، كما مُنع من السفر، بالإضافة إلى عدد من الالتماسات التي تم تقديمها بقصد عزله من القضية.

دعوة لجلسة وزارية للكشف عن النتائج

ودعا المجلس العام الماروني برئاسة ميشال متى، المسؤولين في لبنان إلى "صحوة ضمير"، وأن يرأفوا بمن عاش هول هذا الكابوس، و"يرفعوا أيديهم عن هذا الملف ليصل إلى خواتيمه المرجوّة وتظهر الحقائق ليأخذ كل مذنب أو مُقصر عقابه".

وقال المجلس الماروني في بيان: "هذا الانفجار الذي غير معالم مدينتنا، بشرا وحجرًا، أصبح محطة أساسية في تاريخ لبنان، إذ إنه الإثبات والدليل القاطع على أننا على المستوى الرسمي غير مؤهلين على بناء دولة قوية قادرة على بسط سلطتها وعدلها على كامل أراضيها".

وأضاف أن هذه الفاجعة الأليمة التي أصابت قلب لبنان.. سيبقى صداها ظلًا يُرافق اللبنانيين في المستقبل، وستظل شظاياها في كل وجدان".

وشدد على أن الشعب اللبناني ينتظر بترقب ما ستحمله الأيام المقبلة، في ظل جملة الشغائر التي طالت المواقع الأساسية في الدولة، في إشارة إلى شغور المنصب الرئاسي حتى اللحظة في البلاد.

من جانبه، دعا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان، أئمة وخطباء المساجد في لبنان لتخصيص خطبة الجمعة، عن انفجار مرفأ بيروت، وأن يتزامن إطلاق التكبيرات في المساجد مع وقت وقوع الانفجار في تمام الساعة السادسة والدقيقة العاشرة وقوفًا على حلول الذكرى الثالثة للانفجار.

وطالب مفتي لبنان المسؤولين المعنيين في الدولة "بالإسراع في كشف أسباب هذه الجريمة النكراء التي أصابت كل اللبنانيين بمختلف طوائفهم ومذاهبهم، لمعرفة الحقيقة وتحقيق العدالة".

وتساءل عن مدى استحقاق أهالي الضحايا والجرحى والمتضررين من انفجار المرفأ، تخصيص جلسة لمجلس الوزراء لإطلاع الرأي العام على آخر ما توصلت إليه التحقيقات القضائية "لإراحة كل اللبنانيين"، وفق تعبيره.