الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حكومة جديدة قبل قمة "إيكواس".. هل تتجه أزمة النيجر إلى طريق مسدود؟

  • Share :
post-title
اجتماع سابق لإيكواس في العاصمة النيجيرية أبوجا

Alqahera News - محمود غراب

أعلن المجلس الانتقالي في النيجر، اليوم الخميس، تشكيل حكومة جديدة، في إجراء يبدو تحديًا للدعوات الدولية الموجهة لمنفذي الإطاحة برئيس البلاد محمد بازوم، لإعادته إلى منصبه.

ووقع عبد الرحمن تشياني رئيس المجلس الانتقالي مرسومًا بتشكيل الحكومة الانتقالية الجديدة، والتي تتكون من 21 وزيرًا من العسكريين والمدنيين، وهو الإجراء الذي يشير إلى أن منفذي الإطاحة بـ"بازوم" عازمون على البقاء في الوضع الذي حددوه، ويرفضون أي تنازل تدعو إليه المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) والقوى الغربية.

وتضغط "إيكواس" والأمم المتحدة ودول غربية على منفذي الإطاحة بـ"بازوم"، للتنحي. وفرضت "إيكواس" سلسلة من العقوبات أوقفت بموجبها جميع دول المجموعة معاملاتها التجارية مع النيجر، كما جمدت أصول نيامي في البنك المركزي الإقليمي.

كما أن الاتحاد الأوروبي، أحد أكبر مقدمي المساعدات للنيجر، علق التعاون الأمني والدعم المالي الذي كان من المقرر أن يبلغ 503 ملايين يورو (552 مليون دولار) من عام 2021 إلى عام 2024 للمساعدة في تحسين الحوكمة والتعليم.

وقطع العديد من الدول الأوروبية بما في ذلك فرنسا، إلى جانب الولايات المتحدة وكندا المساعدات المخصصة للنيجر.

إيكواس تبحث خطة عمل في النيجر

وجاء الإعلان عن الحكومة الانتقالية في النيجر، قبل القمة المقرر أن تعقدها مجموعة إيكواس، في وقت لاحق اليوم الخميس، في نيجيريا، لبحث الأزمة في النيجر، بعد الإطاحة برئيس البلاد.

ويعقد زعماء دول غرب إفريقيا، قمة اليوم الخميس، للاتفاق على خطة عمل فيما يتعلق بملف النيجر، بعد رفض منفذي الإطاحة بـ"بازوم"، التنحي رغم تهديد التكتل باحتمال استخدام القوة لاستعادة الديمقراطية.

ويرفض منفذو الإطاحة بـ"بازوم"، الذين أصابوا المنطقة بصدمة حين استولوا على السلطة في 26 يوليو، المبادرات الدبلوماسية وتجاهل مهلة انتهت في السادس من أغسطس الجاري، حددتها (إيكواس) لإعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم للسلطة.

وحسب "رويترز"، قد تتحول القمة التي تعقد في العاصمة النيجيرية أبوجا إلى لحظة حاسمة في الأزمة، إذ من المتوقع أن يتفق زعماء المجموعة على الخطوات التالية التي قد تشمل التدخل العسكري، وهو أمر قال مسؤول في "إيكواس" إنه سيكون الملاذ الأخير.

وبعد أن وضع قادة جيوش دول "إيكواس" مؤخرًا خطة للتدخل العسكري، ينتظر أن يبحث قادة المنظمة الإقليمية في قمتهم، اليوم، تنفيذ العملية العسكرية المحتملة، التي تثير انقسامًا بين أعضاء المجموعة، وفي المنطقة بين مؤيد ومعارض لها.

والتقى مبعوثون للرئيس النيجيري ورئيس الإيكواس بولا تينوبو، بقادة منفذي الإطاحة ببازوم، في العاصمة نيامي، أمس الأربعاء، مما أعطى بصيصًا من الأمل بشأن إجراء حوار بعد أن لاقت بعثات سابقة رفضًا قاطعًا.

وأكدت نيجيريا -التي تتولى الرئاسة الدورية لمجموعة دول غرب إفريقيا (إيكواس)- أن المجموعة لم تستبعد أي خيار لحل الأزمة في النيجر.

وأوضح أجوري نغيلال المتحدث باسم رئيس نيجيريا، أن إيكواس لم تتخذ قرارا بالتدخل العسكري في النيجر حتى الآن، مشيرًا إلى أن إرسال قوات إلى هناك يتطلب توافقًا بين دول المجموعة.

وتابع المتحدث أن "جميع الخيارات مطروحة في انتظار ما تسفر عنه قمة قادة المجموعة. إرسال القوات يتطلب توافقًا داخل إيكواس، وهو ما سيطرح خلال القمة الاستثنائية، حيث سيتم تفعيل البروتوكول الخاص المتعلق بالعقوبات على الدول التي تنتهك قوانين المنظمة".

وأضاف المتحدث أن الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو -بصفته الرئيس الدوري لإيكواس- أمر بفرض عقوبات على البنك المركزي في النيجر لاستهداف منفذي الإطاحة ببازوم، لكنه أكد أن تينوبو باق على موقفه بأن الحل الدبلوماسي هو الأمثل.

عقوبات إضافية محتملة على النيجر

كما تعتزم دول الاتحاد الأوروبي مواصلة الضغط على منفذي الإطاحة برئيس النيجر، إذ بدأت في الإعداد لفرض أولى العقوبات على منفذي الإطاحة برئيس النيجر. وقال بيتر ستانو، المتحدث باسم المفوضية الأوروبية لشؤون السياسة الخارجية، إن الاتحاد الأوروبي مستعد لدعم قرارات إيكواس، بما في ذلك فرض عقوبات.

وهددت نائبة وزير الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند، خلال زيارتها لنيامي، الاثنين الماضي، بقطع المساعدات للنيجر، في حال لم يستجب منفذي الإطاحة بالرئيس بازوم، إلى الدعوات بالإفراج عنه وإعادته للسلطة.

وأعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن -في وقت متأخر أول أمس الثلاثاء- أنه تحدث إلى رئيس النيجر المحتجز محمد بازوم، للتعبير عن استمرار الجهود الرامية لإيجاد حل سلمي للأزمة الدستورية في الدولة الإفريقية.

وقال بلينكن عبر موقع إكس (تويتر سابقا) "تكرر الولايات المتحدة دعوتها للإفراج الفوري عنه وعن أسرته".

وأضاف: "نحن مثل العديد من البلدان في جميع أنحاء إفريقيا، وعلى وجه الخصوص المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، مصممون على إعادة النظام الدستوري للنيجر".

ونقلت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، عن مصدر عسكري قوله، إن ما يطلق على نفسه "مجلس حماية الوطن" في النيجر بقيادة الجنرال عبد الرحمن تياني، الذي أطاح بالرئيس بازوم، ينشر قوات إضافية في العاصمة نيامي استعدادًا لتدخل أجنبي محتمل.

وأضاف المصدر أن قافلة تضم 40 شاحنة عسكرية وصلت العاصمة، مساء الأحد الماضي، مشيرًا إلى أن منفذي الإطاحة ببازوم جلبوا قوات من أجزاء أخرى من البلاد لطمأنة الجمهور والاستعداد لمعركة محتملة، وفق تعبيره.

ورفض منفذو الإطاحة برئيس النيجر بازوم، أول أمس الثلاثاء، دخول وفد ثلاثي من الاتحاد الإفريقي ومجموعة إيكواس والأمم المتحدة إلى البلاد.

وكانت إيكواس أمهلت منفذي الإطاحة برئيس النيجر، حتى مساء الأحد الماضي، لإعادته للسلطة، وبيد أنهم تحدوا تهديدات المجموعة، واتخذوا إجراءات تشمل إغلاق المجال الجوي، مؤكدين أنهم سيتصدون لأي قوات تدخل بلدهم.

عدة دول ترفض التدخل العسكري في النيجر

من ناحية أخرى، جددت دول عدة رفضها أي تدخل عسكري في النيجر، ودعت لإيجاد حلول عبر المفاوضات.

في روسيا، قال أليكسي زايتسوف نائب مدير المعلومات والصحافة بوزارة الخارجية إن بلاده ترى أن تدخل قوات إيكواس في دولة ذات سيادة من غير المرجح أن يسهم في تحقيق سلام دائم في النيجر أو في استقرار الوضع في منطقة الساحل ككل.

وتابع "نعول على إيجاد حلول مقبولة في إطار المزيد من الجهود الدبلوماسية لإيكواس بشأن النيجر. ونرى أن من المهم للغاية منع المزيد من تصعيد التوتر، وأنه لا توجد طريقة بديلة لحل الوضع غير الإسراع بإعادة القانون والنظام والتحضير لحوار وطني شامل".

إقليميًا، أرسلت مالي وبوركينا فاسو -المجاورتان للنيجر- خطابًا إلى كل من مجلس الأمن الدولي ومجلس الأمن والسلم الإفريقي، أول أمس الثلاثاء، تطالبان فيه بمنع أي عمل عسكري ضد النيجر. وقالت الدولتان إن التدخل العسكري قد تكون له عواقب و "لا يمكن التنبؤ بها"، وقد يؤدي إلى تفكك مجموعة إيكواس.