الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

زيارة "لاي".. عقدة جديدة في التوتر الصيني الأمريكي بشأن تايوان

  • Share :
post-title
ويليام لاي - أرشيفية

Alqahera News - محمد البلاسي

"انفصالي ومثير للمشكلات طوال الوقت".. هكذا وصفت وزارة الخارجية الصينية، نائب رئيسة تايوان وليام لاي، بعد توقفه في الولايات المتحدة، في طريقه إلى باراجواي، الذي استغله للقاء أعضاء الجالية التايوانية الأمريكية يوم أمس، في حين بدأت بكين في إجراء تدريبات عسكرية لمدة ثلاثة أيام في بحر الصين الشرقي، على بعد بضع مئات من الأميال من تايوان، وهو تدريب نموذجي من بكين للتعبير عن استيائها من الأنشطة السياسية الخارجية للجزيرة، في حين ترى صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، أن نائب رئيسة تايوان تحدى ضغوط بكين لعدم زيارة مدينة نيويورك.

وتابعت الصحيفة أن رد فعل الصين كان "صامتًا نسبيًا"، نظرًا لأن سفيرها لدى الولايات المتحدة شيه فنج، كان أخبر حشدًا من الصحفيين بمنتدى "آسبن" للأمن الشهر الماضي، أن إجهاض زيارة "لاي" كان "أولويته القصوى"، وبينما لا تعترف الولايات المتحدة رسميًا بتايوان دبلوماسيًا كجزء من علاقتها مع الصين، يجعل ذلك زيارات "الترانزيت" لبعض مسؤوليها جانبًا رئيسيًا من علاقات تايبيه مع واشنطن، ويفرض البروتوكول الأمريكي أن يكون الاستقبال الممنوح لهؤلاء الزوار منخفضًا.

إعلان عن الوصول

وأعلن "لاي" وصوله إلى نيويورك، مساء أمس، في منشور على موقع التدوينات القصيرة "إكس"، قائلًا: "يسعدني الوصول إلى نيويورك، رمز الحرية والديمقراطية والفرص"، مُرفقًا صورة إلى جانب بي كيم هسياو، الذي يدير سفارة تايوان غير الرسمية في الولايات المتحدة، وإنجريد لارسون، المديرة الإدارية، مضيفًا: "أتطلع إلى رؤية الأصدقاء".

تنديد صيني

بعد هبوط طائرته، أصدرت وزارة الخارجية الصينية بيانًا شديد اللهجة عبر عن معارضة شديدة لتوقف "لاي" في نيويورك، وقال متحدث باسم الصين في بيان إن "الصين تعرب عن أسفها وإدانتها بشدة لقرار الولايات المتحدة بترتيب ما يسمى بـتوقف لاي تشينج تي، لأن مسألة تايوان هي جوهر المصالح الهامة للصين، وهي حجر الأساس السياسي لعلاقات البلدين، وأول خط أحمر لا يجب تجاوزه بينهما".

فرصة سياسية

من المقرر أن يتحرك "لاي" من نيويورك لحضور حفل تنصيب الرئيس الجديد لباراجواي، سانتياجو بينيا بالاسيوس، حيث تعد باراجواي واحدة من 13 حليفًا دبلوماسيًا متبقيًا لتايوان، وحضور الحدث يمنح "لاي"، الذي يتصدر استطلاعات الرأي في السباق الرئاسي لخلافة الرئيسة المنتهية ولايتها تساي إنج وين في يناير المقبل، فرصة لإظهار قدراته في السياسة الخارجية والتواصل مع المؤيدين، وسيحصل "لاي" على فرصة أخرى للقيام بذلك عندما يتوقف في سان فرانسيسكو يوم 15 أغسطس في طريق عودته.

وقبل مغادرته تايوان، أشار "لاي" بإيجاز إلى توقف ترانزيت في نيويورك، لكنه تحدث عن التعامل مع قادة مختلفين في دول مختلفة.

وقال لاي: "في هذه الرحلة، سأجري مباحثات مع قادة العالم وأتحدث مع ممثلين من الدول ذات التفكير المماثل، وسأُظهر للمجتمع الدولي أن تايوان ملتزمة بقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وأنها مشارك نشط في الشؤون العالمية، وأنها بذلت العديد من الجهود للمساعدة في الحفاظ على السلام في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".

اجتماعات وزيارات سابقة

خلال محطة عبور سابقة بالولايات المتحدة في يناير 2022، عقد "لاي" اجتماعات بالفيديو من فندقه في لوس أنجلوس مع 17 مشرعًا أمريكيًا، وردت بكين بتقديم "تمثيل رسمي" للحكومة الأمريكية، تضمن مطالبة إدارة بايدن "بوقف الأعمال الخاطئة المتمثلة في إجراء تبادلات رسمية مع تايوان". كما زارت رئيسة تايوان تساي إنج ون الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام، والتقت رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي والعديد من أعضاء الكونجرس الآخرين، وهي رحلة أجرت الصين على إثرها تدريبات عسكرية، استمرت ثلاثة أيام في محيط جميع أنحاء الجزيرة.

الرأي العام الأمريكي "متوتر" بشأن الصين

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله إنه لا يجب أن تستخدم بكين زيارة "لاي" الترانزيت لأي نشاط استفزازي أو ذريعة للتدخل في انتخابات تايوان.

وتأتي زيارة نائب رئيسة تايوان في الوقت الذي توتر فيه الرأي العام الأمريكي بالنسبة للصين في السنوات الأخيرة، والتي وظفها بعض المشرعين لصالحه، كما غيّرت المواقف المناهضة للصين أجندة السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وربما ظهرت بشكل بارز الآن في مسار الحملة الانتخابية في الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري لعام 2024 كميزة موحدة بين المرشحين.

"لاي" يمثل إشكالية لبكين

مكانة "لاي" كمرشح رئيسي ليحل محل "تساي" في انتخابات يناير 2024، للجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، تجعله يمثل إشكالية مضاعفة لبكين، إذ عزز أوراق اعتماده المؤيدة لاستقلال تايوان بإعلانه في يناير أنها "بالفعل دولة مستقلة وذات سيادة"، وفي تطلعه إلى فوز محتمل في الانتخابات، قال "لاي" إنه ينبغي الترحيب بالقادة المنتخبين لتايوان في البيت الأبيض، وهو احتمال سيمثل خروجًا جذريًا عن كيفية الحفاظ على العلاقات بين الولايات المتحدة والجزيرة منذ عام 1979، فضلًا عن تعميق العلاقات، وهو ما تعتبره بكين "جريمة".

وقال دانيال راسل، وهو مسؤول سابق عن آسيا في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما: "الأمر متروك للصينيين في الطريقة التي يريدون أن يلعبوا بها، فكل مرشح جاد للرئاسة التايوانية في الماضي جاء إلى الولايات المتحدة من أجل معرفة مدى التأييد بشكل غير رسمي، وهذا ليس جديدًا".