الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أمريكا كلمة السر.. الصين تحذر تايوان وتبدأ تدريبات عسكرية في الجزيرة

  • Share :
post-title
السفن الحربية الصينية حول تايوان

Alqahera News - محمد سالم

سيناريو متكرر وأحداث متشابهة، خطوة تايوانية تثير غضب بكين، فيأتي الرد الصيني على تلك الخطوات بالتدريبات العسكرية، إذ بدأت الصين تدريبات عسكرية حول تايوان، اليوم، اعتبرتها تحذيرًا صارمًا، ردًا على الزيارة القصيرة التي أجراها وليام لاي، نائب رئيسة تايوان إلى الولايات المتحدة. 

زيارة "لاي" الذي يُعد المرشح الأوفر حظًا في الانتخابات التايوانية المقبلة، أثارت غضب بكين، عندما توقف في نيويورك خلال رحلته إلى باراجواي، إحدى الدول القليلة التي تتبادل العلاقات مع تايبيه، كما توقف أيضًا في سان فرانسيسكو في طريق العودة. 

الصين وصفت "لاي"، بأنه مثير للمشكلات، وتعهدت باتخاذ إجراءات حازمة لحماية سيادتها الوطنية، إذ أطلقت قيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي الصيني، دوريات جوية وبحرية مشتركة، وتدريبات عسكرية للقوات البحرية والجوية حول جزيرة تاويان، بهدف اختبار قدرة جيش التحرير الشعبي على السيطرة على 16 مجالًا جويًا وبحريًا، والقتال في ظروف معارك حقيقية، بحسب "شينخوا". 

الصين قالت إن تدريباتها هذه المرة، تهدف لأن تكون بمثابة تحذير صارم لتواطؤ "انفصاليي تايوان" المطالبين بالاستقلال، في وقت تعتبر فيه الصين تايوان جزءًا من أرضيها ضمن "الصين الواحدة"، إذ أكدت مرارًا أنها قد تلجأ لاستخدام القوة للاستيلاء عليها. 

ومن جانبها؛ نددت تايوان بشدة إطلاق المناورات العسكرية الصينية حول الجزيرة، وقالت وزارة الدفاع في بيانها: "نندد بشدة مثل هذا السلوك اللا عقلاني والاستفزازي، وسنرسل قوات مناسبة للرد دفاعًا عن الحرية والديمقراطية وسيادة تايوان".

بيلوسي وتساي
الزيارات المتبادلة وغضب الصين

دائمًا ما تثير زيارات المسؤولين التايوانيين لأمريكا غضبًا كبيرًا في الصين، وسابقًا أثارت زيارة نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة، تايوان، أغسطس 2022، غضبًا عارمًا لدى بكين، التي تمت رغم تحذير الرئيس الصيني شي جي بينج نظيره الأمريكي جو بايدن من "اللعب بالنار".

ووقتها أيضًا، وردًا على الزيارة، أجرت الصين مناورات عسكرية في المياه المحيطة بتايوان، بعد أن وصف شيه فنج، نائب وزير الخارجية الصيني، وصول بيلوسي إلى تايوان، بأنه "خطوة شنيعة للغاية وعواقبها وخيمة"، مؤكدًا أن الصين لن تقف مكتوفة الأيدي.

واتخذت الصين وقتها بعض الإجراءات الأخرى، بجانب التحرك العسكري، إذ أوقفت صادرات الرمال الطبيعية إلى الجزيرة، فضلًا عن وقف استيراد بعض أنواع الأسماك والفواكه منها.

وعلى الجانب الدبلوماسي، استدعت الصين السفير الأمريكي نيكولاس بيرنز، وقدمت احتجاجات صامة وقوية على زيارة بيلوسي، في وقت وصف فيه الرئيس الصيني الزيارة بأنها "انتهاك خطير لمبدأ الصين الواحدة، والبيانات المشتركة الثلاثة الصينية الأمريكية"، بحسب وكالة "شينخوا ".

زيارة حاكم ولاية إنديانا

وبعد "بيلوسي"، زار إريك هولكومب، حاكم ولاية إنديانا الأمريكية، تايوان، والتقى رئيستها بعد أيام من إعلان واشنطن إجراء محادثات تجارية مع تايبيه، عقب التهديدات العسكرية الصينية، إلا أنه قال إن زيارته "تتعلق بالتنمية الاقتصادية".

وقالت رئيسة تايوان في أثناء لقاء الحاكم الأمريكي، إن بلادها والولايات المتحدة حليفان أمنيان واقتصاديان رئيسيان في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، وأخبرته بأن تايوان تواجه تهديدات عسكرية من الصين، داخل وحول مضيق تايوان.

وقدمت الصين احتجاجات قوية إلى الجانب الأمريكي، بسبب زيارة "هولكومب"، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، إن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضي الصين، مضيفًا أن مسألة تايوان هي دومًا المسألة الأكثر أهمية وحساسية في قلب العلاقات الصينية الأمريكية، مؤكدًا أن الجانب الصيني يعارض بشدة التبادلات الأمريكية الرسمية مع منطقة تايوان بأي شكل وتحت أي اسم، بحسب وكالة "شينخوا".

رئيسة تايوان وكيفين مكارثي
زيارة رئيسة تايوان ولقاء مكارثي

أثارت زيارة رئيسة تايوان تساي إنج وين، الولايات المتحدة، مارس الماضي، غضب التنين الصيني، خاصة بعد استقبالها من قبل رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي، في لقاء وصف بـ"التاريخي"، لتأكيد دعم المشرعين الأمريكيين المتزايد للجزيرة المتمتعة بحكم ذاتي.

وقالت تساي إنج وين، خلال لقاء "مكارثي"، إن الدعم الأمريكي يُظهر أن بلادها ليست معزولة ووحيدة أيضًا.

وعندها ردّت الصين، على الزيارة، بمناورات عسكرية ضخمة، وتعهدت بالرد الحاسم، كما أرسلت سفنًا حربية للمياه المحيطة بالجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي.

وعلى الجانب الدبلوماسي، قدمت الصين احتجاجًا رسميًا للولايات المتحدة، لكن الزيارة تمت، ولم تستمع تايوان ولا أمريكا لتهديدات الصين.

وأكد وانج وين بين، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، أن الصين تعارض أي شكل من أشكال العلاقات الرسمية بين الولايات المتحدة وتايوان.

وتتلخص نظرة الصين لتايوان، فيما قاله الرئيس الصيني، بأن بلاده لن تتنازل إطلاقًا عن حق استخدام القوة في تايوان، كحل أخير، وما قالته وزارة الخارجية الصينية، التي وصفت قضية تايوان بأنها شأن داخلي، وأنه لا يحق للولايات المتحدة التدخل في الطريقة التي سيتم حل تلك القضية بها، إذا أكدت الخارجية الصينية، أن بلادها ملتزمة بسياسة "صين واحدة".