الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بـ"دبلوماسية الحزام والطريق".. الصين تعزز نفوذها في الشرق الأوسط

  • Share :
post-title
الصين

Alqahera News - آلاء عوض

تعتبر المنافسة الجيوسياسية بين الصين والولايات المتحدة من أبرز الأحداث العالمية التي تشهدها الساحة الدولية في الوقت الحالي، وتُظهِر محاولات الصين المتزايدة لتعزيز نفوذها في مختلف مناطق العالم، وخصوصًا في منطقة الشرق الأوسط، نمطًا جديدًا من العلاقات السياسية والاقتصادية، إذ تسعى الصين بإصرار إلى توسيع تأثيرها ووجودها في هذه المناطق كجزء من استراتيجيتها العامة لتحقيق النفوذ العالمي. 

ويعد الشرق الأوسط منطقة ذات أهمية استراتيجية خاصة بالنسبة للصين والولايات المتحدة على حد سواء، وفي هذا السياق، تسعى الصين لتعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية مع دول المنطقة من خلال توقيع اتفاقيات تجارية واقتصادية وتقديم استثمارات وتقنيات متطورة، وتلعب استراتيجية "الحزام والطريق" التي أعلنتها الصين، دورًا مهمًا في توجيه هذه المحاولات، وتهدف إلى تعزيز التواصل والتعاون الإقليمي من خلال مشاريع بنية تحتية ضخمة تربط الصين بالشرق الأوسط وباقي أنحاء العالم.

واشنطن تحاول الحفاظ على تأثيرها في المنطقة 

تواجه الولايات المتحدة هذه الجهود بمحاولات الحفاظ على تأثيرها التقليدي في المنطقة ومنع تقدم الصين، وتظهر هذه المنافسة بوضوح في مجموعة متنوعة من القضايا، بما في ذلك الشؤون الإقليمية، وبعد نجاح الصين في جهود الوساطة بين السعودية وإيران، تحاول تعزيز جهودها إذ لتحسين تلك العلاقات، وهو ما يشير إلى طموح الصين في فتح مسار جديد لحل الصراعات الإقليمية في المنطقة، والترويج لدور بكين على أنها "صانع سلام"، بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.

الاتفاق النووي 

واليوم أفاد وانج يي، وزير الخارجية الصيني، بعد محادثة مع نظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، بأن الرياض وطهران واصلا اتخاذ خطوات لتحسين العلاقات بعد الحوار بينهما في بكين، بما يساهم في تشكيل موجة مصالحة في الشرق الأوسط، وبحسب تصريحات وزير الخارجية الصيني، تعتزم بكين مساعدة إيران لتحقيق تقدم في الاتفاق النووي الإيراني، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة الأمريكية عام 2018، بما يساعد في الحفظ على السلم والاستقرار الإقليميين.

جدير بالذكر أن طهران وافقت على صفقة طويلة الأمد بشأن برنامجها النووي مع ست قوى عالمية وهي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا، وذلك بعد سنوات من التوتر حول اتهامات لإيران بمحاولة إنتاج سلاح نووي، بحسب شبكة "سي إن إن"، وبموجب الاتفاق، وافقت إيران على الحد من أنشطتها النووية الحساسة والسماح لوكالة الطاقة الذرية بالعمل في إيران، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها.

مصالح الصين في الشرق الأوسط 

وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن دعم الصين للعلاقات الإيرانية السعودية يعد جزءًا من محاولة بكين الاستقرار في المنطقة والتعاون مع دولها حتى تزدهر طرق التجارة، في إطار إحياء مبادرة "الحزام والطريق"، وهي مبادرة أطلقها شي جين بينج، الزعيم الصيني، لربط دول العالم ببعضها عبر شبكة من الطرق البرية، والسكك الحديدية، والموانئ، وخطوط أنابيب النفط والممرات البحرية وشبكات الاتصال السلكية واللاسلكية التي تمر بالصين وبلدان آخر، وتكلفت تريليونات الدولارات حتى الآن.

ووفقًا للتقديرات، تسعى الصين إلى تحقيق نوع من الاندماج الاقتصادي بين هذه الدول علاوة على دفع أجندتها الدبلوماسية الخاصة، وهو ما تجلي في التحركات التي حدثت وراء الكواليس بين الأطراف الثلاثة، بكين والرياض وطهران، قبل إعلان إيران والسعودية عودة العلاقات بينهما بوساطة صينية.

كانت الرياض وطهران أعلنتا، في مارس الماضي، استئناف علاقاتهما الدبلوماسية، بعد قطع العلاقات بينهما في 2016. وتقول بكين إنها ستواصل دعم دول الشرق الأوسط في استكشاف مسار التنمية الذي يناسب أهدافها الوطنية، وتعزيز التواصل والحوار، والالتزام بالوحدة وتحسين الذات، وتحقيق حُسن الجوار والصداقة.  

مخاوف إسرائيلية 

من جانبها، تخشى إسرائيل من حراك أمريكي نحو اتفاق جديد مع إيران بشأن برنامجها النووي، إذ أعرب مسؤولون إسرائيليون عن مخاوفهم من رضوخ الولايات المتحدة الأمريكية لمطالب طهران، ما قد يضر بإسرائيل، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرئيل"، وتعارض إسرائيل عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي الإيراني وتؤيد فرض العقوبات على إيران، وتعتبر الأخيرة تهديدًا مباشرًا لأمنها.