الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الصين والولايات المتحدة.. نهجان متناقضان لبناء التحالفات الاستراتيجية

  • Share :
post-title
التنافس الصيني الامريكي

Alqahera News - محمد البلاسي

تلعب التحالفات بين القوى العالمية دورًا حاسمًا، سلطت التطورات الأخيرة بين الصين والولايات المتحدة الضوء على نهجين متناقضين لبناء التحالفات، وهما سعي الصين إلى إنشاء كتلة من الاقتصادات الناشئة كثقل موازن للغرب، وجهود واشنطن لتعزيز دفاعاتها من خلال شبكة تحالفات في المحيط الهادئ.

تنافس استراتيجي

وبحسب مجلة "إيكونومست" البريطانية، أظهرت قمة مجموعة البريكس التي انعقدت في جوهانسبرج أخيرًا محاولة الصين الجمع بين البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا في تحالف لتحدي الهيمنة الغربية، وكان الحدث يهدف إلى توسيع عضوية المجموعة وتعزيز قدراتها في مجالات مثل الإقراض التنموي والمدفوعات المالية، وفي المقابل تعمل الولايات المتحدة على تعزيز تحالفاتها من خلال نهج آخر، فقد أدى الصراع في أوكرانيا إلى تنشيط حلف شمال الاطلنطي، ما أدى إلى توسعته ليشمل فنلندا وربما السويد، وركز الرئيس جو بايدن أيضًا على مواجهة نفوذ الصين في آسيا، وأسفرت القمة الاخيرة التي عقدها بايدن مع زعيمي اليابان وكوريا الجنوبية عن تكثيف التعاون في مجال الصواريخ الباليستية وإنشاء خط عسكري ساخن، بالإضافة إلى ذلك، تم التوصل إلى اتفاقيات لزيادة وصول الولايات المتحدة إلى القواعد العسكرية في الفلبين وبابوا غينيا الجديدة.

تحالف أمريكي أسترالي

وتابعت المجلة أن شراكة الولايات المتحدة مع أستراليا تتعمق أيضًا، كما يتضح من اتفاقية AUKUS الموقعة في مارس الماضي، ويشمل ذلك تبادل المعدات العسكرية، والتطوير المشترك للأسلحة بعيدة المدى، والتعاون في مجال التكنولوجيات العسكرية المتقدمة. وتعمل شبكة الاتفاقيات الأمنية على تعزيز محور أمريكا نحو آسيا، وأظهرت أستراليا التزامًا قويًا بدعم الولايات المتحدة في حالة نشوب صراع مع الصين.

نقاط ضعف الاستراتيجية الأمريكية

وعلى الرغم من هذا التقدم، لا تزال هناك نقاط ضعف في الاستراتيجية الأمريكية، حيث السياسات الحمائية الولايات المتحدة من تقديم توازن اقتصادي للصين، التي تعد شريكًا تجاريًا مهمًا للعديد من الاقتصادات الآسيوية، ويشكل إحجام الرئيس بايدن عن الانضمام إلى الاتفاقيات التجارية مثل اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ CPTPP تحديًا لمعالجة هذه القضية، علاوة على ذلك، فبينما يدور الحديث عن "حلف شمال الأطلنطي الآسيوي"، لا يوجد التزام متبادل بين حلفاء الولايات المتحدة والآسيويين بالدفاع عن بعضهم البعض، وخاصة في سياق الصراعات المحتملة بشأن تايوان.

تعزيز التحالفات

إن نجاح التحالفات الأمنية الأمريكية يعتمد على التقدم المستمر، ومن الممكن أن تؤدي التغييرات المحتملة في القيادة، مثل عودة الرئيس ترامب في عام 2024، إلى تعطيل الجهود الجارية، ولذلك، لا بد لأمريكا وحلفائها من مواصلة تعزيز هذه التحالفات وتعزيزها، فضمان الدعم في الكونجرس وإظهار رؤية موحدة للأمن الآسيوي من شأنه أن يعزز فعالية هذه التحالفات.