الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تلميحات زيلينسكي وراء قرار بولندا بوقف إمدادات الأسلحة لأوكرانيا

  • Share :
post-title
رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي

Alqahera News - سامح جريس

تشهد العلاقات بين أوكرانيا وبولندا -حليفتها المهمة في الإقليم- توترًا واضحًا، وذلك بسبب خلافات حول قضايا عدة، وبلغت هذه الخلافات منحى خطيرا بعد إعلان وارسو توقفها عن توريد أسلحة إلى كييف، ما يهدد بتقليص الدعم العسكري المقدم لها في حربها ضد روسيا.

اندلعت الخلافات بين البلدين بسبب قرار بولندا منع استيراد الحبوب الأوكرانية لحماية مصالح مزارعيها، وهو ما رفضته أوكرانيا، وأعلنت عزمها رفع شكوى لمنظمة التجارة العالمية، مما أثار غضب وارسو التي استدعت السفير الأوكراني للاحتجاج.

ووفقًا لصحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، تطور الخلاف بعد تصريحات للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام الأمم المتحدة انتقد فيها "بعض الدول التي تظهر التعاطف مع أوكرانيا لكنها على الخفاء تدعم روسيا"، وهو ما اعتبرته بولندا إشارة مباشرة إليها.

ومن جهته، أعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي، أن بلاده "لم تعد تورد أية أسلحة إلى أوكرانيا"، وذلك في بيان أدلى به بعد ساعات قليلة من وارسو "بشكل عاجل"، وفقًا لما أشارت شبكة سكاي نيوز، مبررًا ذلك بحاجتها بلاده إلى تسليح قواتها في ظل الأزمة الحالية، متوعدًا بتوسيع قائمة المنتجات الأوكرانية الممنوعة حال تصاعد الخلاف، كما استدعى السفير الأوكراني للاحتجاج على تصريحات زيلينسكي في الأمم المتحدة.

وعلل رئيس الوزراء البولندي اتخاذ هذا القرار في مقابلة أجراها معه تلفزيون "بولسات نيوز" قائلًا: "نحن نركز بشكل أساسي على تحديث الجيش البولندي وتسليحه بسرعة، حتى يصبح أحد أقوى الجيوش البرية في أوروبا، وفي وقت قصير جدًا".

وقال أيضًا إن المركز العسكري الواقع في بلدة رزيسزو بجنوب شرق البلاد، والذي تمر عبره المعدات الغربية المتجهة إلى أوكرانيا، يعمل بشكل طبيعي.

من جهتها، دعت أوكرانيا إلى "وضع العواطف جانبًا" واتباع موقف "بناء"، إلا أن الخلافات لا تزال قائمة حول آليات حلها من أجل عدم تعريض التحالف الاستراتيجي بين البلدين للخطر في وقت حرج كهذا.

ولاحظ المتابعون أن الخلافات تأتي في وقت تتباطأ فيه المعونات الغربية لأوكرانيا بسبب الأزمة الاقتصادية، ما يزيد من أهمية تعزيز التعاون الاستراتيجي بين حلفائها في هذه الظروف الصعبة. ومن المأمول أن تتمكن البلدان من التوصل إلى حلول عاجلة للخلافات دون المساس بتضامنهما الأساسي تجاه الحرب في أوكرانيا.

وأدانت وزارة الخارجية الفرنسية التوتر بين البلدين، ورأت أن الخلافات تعكس "اعتبارات سياسة داخلية" لا بد من التغلب عليها، كما أكدت على أهمية حل النزاع بطريقة "بناءة" لا يهدد تضامن الغرب مع أوكرانيا، من ثمَ التوصل إلى اتفاق يحل المشكلة دون المساس بمصالح أي طرف.