الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

المتحف الكبير.. "فهرس" الحضارة المصرية في عصورها المختلفة

  • Share :
post-title
المتحف المصري الكبير

Alqahera News - Mahmoud Nabil

حرصت الحكومة المصرية خلال الفترة من 2014 حتى 2023، على إعطاء المشروعات السياحية اهتمامًا كبيرًا، تمثّل في التنقيب المستمر على الآثار وتطوير المتاحف، وعلى رأسها "المتحف الكبير"، الذي يُعد بمثابة "هدية" لمحبي التاريخ والثقافات المصرية.

القيمة الاستثنائية للمتحف المصري الكبير ليست مُستمدّة من قدرات كأحد أكبر المتاحف إقليميًا وعالميًا، لكن لكونه موقعًا جامعًا للثقافة والحضارة المصرية بمراحلها المختلفة.

الإنشاء الفعلي

انطلقت مصر في أولى الخطوات الفعلية لإنشاء المتحف، عندما أصدرت الحكومة المصرية عام 2016، قرارًا بإنشاء وتنظيم هيئة المتحف المصري الكبير، وفي عام 2020 صدر قانون بإعادة تنظيم هيئة المتحف كهيئة عامة اقتصادية تتبع الوزير المختص بشؤون الآثار.

وأصدر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قرارًا بتشكيل مجلس أمناء هيئة المتحف المصري الكبير برئاسته، وعضوية عدد من الشخصيات البارزة والخبراء الدوليين والمصريين، ويختص المجلس بإقرار السياسة العامة والخطط اللازمة لهيئة المتحف ودعم ومتابعة نشاطه، حسب وزارة السياحة والآثار المصرية.

تشييد المتحف

اكتمل تشييد مبنى المتحف، الذي تبلغ مساحته أكثر من 300 ألف متر مربع، خلال عام 2021، ويتضمن عددًا من قاعات العرض.

ويُعد المتحف أحد أهم إنجازات مصر الحديثة؛ إذ أُنشئ ليكون صرحًا حضاريًا وثقافيًا وترفيهيًا عالميًا متكاملًا، وليكون الوِجهة الأولى لكل من يهتم بالتراث المصري القديم، كأكبر متحف في العالم يروي قصة تاريخ الحضارة المصرية القديمة.

محتويات المتحف

يُقام المتحف على مساحة تُقدر بـ117 فدانًا، ليكون بذلك من أكبر متاحف الشرق الأوسط والعالم، كما يتميز موقعه بقربه من منطقة الأهرام والعاصمة المصرية القاهرة.

ويحتوي على عدد كبير من القطع الأثرية المميزة والفريدة، أبرزها كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون، التي تُعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته، نوفمبر 1922، التي يصل عددها 5 آلاف قطعة، يتم توزيعها على قاعتين بمساحة 2200 متر مربع.

ويتضمن المتحف تمثال رمسيس الثاني، الذي وُضع في البهو العظيم للمتحف، بالإضافة إلى مجموعة الملكة "حتب حرس" أم الملك خوفو مُشيد الهرم الأكبر بالجيزة، وكذلك متحف مراكب الملك خوفو، فضلًا عن المقتنيات الأثرية المختلفة منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني.

ويضم المتحف المصري الكبير مركزًا للترميم، حديقة متحفية، ممشى سياحي، مركزًا للمؤتمرات، وآخر للأبحاث، بالإضافة إلى سينما ثلاثية الأبعاد، ومحال بيع المستنسخات والهدايا.

مدرسة الترميم

قال حسين كمال، مدير الترميم بالمتحف المصري الكبير، خلال لقاء على شاشة "القاهرة الإخبارية"، إن المتحف المصري الكبير يضم واحدًا من أكبر مراكز الترميم بالعالم، و19 معملًا لكل أنواع الصيانة، مؤكدًا أن المركز يعد الأكبر من نوعه في العالم.

وأوضح أن مركز الترميم الموجود بالمتحف يمثل مدرسة مصرية في علوم الترميم بشكل عام، مشيرًا إلى أن المتحف يضم معامل مخصصة للصيانة الوقائية، وأن المركز حصل بالفعل على شهادة الأيزو.

وأشار إلى أن مركز الترميم بالمتحف المصري الكبير سيكون أيضًا مركزًا للتدريب والبحث العلمي، بما يُسهم في تعزيز الجهود الدولية في هذا المجال.

وحول آلية العرض، قالت منى نعمان، المسؤولة عن هذا الملف في المتحف المصري الكبير، إن مساحته تتيح للزائرين الاستمتاع بأكثر من تجربة، بالإضافة إلى معلومات عن القطع الأثرية، مؤكدة أن المساحة المعلقة بالمتحف تعرض لأول مرة في مصر.

وذكرت أن مساحة المتحف كبيرة للغاية، وتساعد على تقديم صورة جيدة للزائر، كما يعمل المتحف على تحقيق أسلوب العرض المشجع على الإبداع لدى الزائر، لافتة إلى أنه يعتمد على رقمنة القطع الأثرية.

ونوهت بأن مساحة العرض المتحفي المؤقت تبلغ 3 آلاف متر، كما تبلغ مساحة قاعة كنوز الملك توت عنخ آمون 7 آلاف متر مربع.

أهداف المتحف

وبشكلٍ عام، تتمثل أهداف المتحف في عرض المجموعات الأثرية المتعلقة بالتاريخ والحضارة المصرية، واستخدام أحدث أساليب وتقنيات العرض المتحفي لتحقيق ذلك المستهدف، بالإضافة إلى التوثيق الرقمي وتسجيل القطع الأثرية، بما يضمن حفظها، وتأمينها، وتسهيل عملية دراستها وصيانتها وترميمها.

وبخلاف الدور الحضاري، يقوم المتحف المصري الكبير أيضًا بأدوار توعوية، تتمثل في تنظيم معارض الآثار المؤقتة والدائمة داخل مصر، وعقد الندوات والمؤتمرات والأنشطة الثقافية والعلمية، وتوعية النشء والمجتمع المصري بالحضارة المصرية، فضلًا عن إعادة إحياء الحرف والفنون التراثية المصرية، من خلال صناعة المستنسخات الأثرية وإتاحة المجال لتسويقها وبيعها.