الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

المخرج الفلسطيني محمد بكري: العدوان على غزة يحرك فينا "هوس الإبداع"

  • Share :
post-title
الممثل والمخرج الفلسطيني محمد بكري

Alqahera News - ولاء عبد الناصر

ـ الاحتلال الإسرائيلي هددني بالقتل بسبب "جنين جنين"
ـ "جنين 2023" يستكمل الرواية بعد 21 عامًا

مشوار فني حافل، وعلامات بارزة تشكّلت عبر تاريخ مهني طويل رسمه الممثل والمخرج الفلسطيني محمد بكري بعناية شديدة أوصلته إلى العالمية، ليكون أحد الأصوات الفلسطينية إلى العالم، معبرًا عن الظلم الواقع على بني وطنه بأعمال تلمس القلوب وتفضح الكيان الصهيوني، لتؤكد أن القوى الناعمة أحد أسلحة المقاومة ضد الاحتلال، ولعل أبرز مثال على ذلك فيلم "جنين جنين" أحد أشهر أعماله عن القضية الفلسطينية، والذي تم من خلاله رصد الأحداث التي وقعت في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين في أبريل 2002، إذ دخل بكري وطاقم التصوير المرافق له إلى المخيم بعد ثلاثة أسابيع ووثق أقوال سكانه من الضحايا. 

 يتعرض بكري منذ ذلك الحين للملاحقة من جانب سلطات الاحتلال، كما يواجه هجومًا في الإعلام الإسرائيلي وحتى المؤسسات الفنية، ورغم ذلك لم يستسلم، وظل منضالًا وداعمًا للقضية الفلسطينية رافضًا طلب جيش الاحتلال بالاعتذار للجنود الذين اتهمهم في الفيلم بارتكاب جرائم حرب.

الممثل والمخرج الفلسطيني محمد بكري

يقول الفلسطيني محمد بكري، خلال حواره لـ موقع "القاهرة الإخبارية": فيلم "جنين جنين"، الذي أقام الدنيا ولم يقعدها في إسرائيل، وهز الكيان الصهيوني، كان حصيلة اجتهادي الشخصي دون أي دعم خارجي ومنذ اللحظة الأولى -يوم رأى النور- منعت الرقابة العسكرية للاحتلال عرضه وبدأت الملاحقات ضدي منذ عام 2002 إلى يومنا هذا، حتى وصل الأمر إلى التهديدات بالقتل من قبل سلطات الاحتلال، ولم تكتف حكومة الاحتلال بمنع عرض الفيلم، بل وصل الأمر إلى اتهامي من قبل بعض الجنود بتهمة تشويه الحقيقة وصورة جيش الاحتلال الإسرائيلي".

ويضيف: "قبل نحو عامين صدر قرار المحكمة بإدانتي بدفع مبالغ طائلة لأحد الضباط الإسرائيليين الذي قدّم ضدي شكوى مفادها أنني أسأت لسمعته الطيبة، وبالفعل لم أستطع عرض الفيلم في إسرائيل بسبب قرار المحكمة بجانب إدانتي ماديًا، ونص القرار على مصادرة كل نسخ مقاطع الفيديو وإبادتها".

فخور لخروج الفيلم للنور لكشف جرائم المحتل

رغم الصعوبات والتحديات التي واجهت المخرج محمد بكري لخروج فيلمه إلى النور لكنه يشعر بالفخر والاعتزاز لقدرته على زعزعة الكيان الصهيوني وكشف حقيقته أمام العالم، إذ قال: "ما فعلته سلطات الاحتلال يثبت أنها دولة مارقة لا تستطيع تفنيد روايتي لأنني حاولت نقل الحقيقة وكشف الوجه البشع للاحتلال من ناحية، ومن الناحية الأخرى التركيز على الإنسان الفلسطيني الذي يدفع الثمن يوميًا على مدار عشرات السنين ويتعرض لشتى أنواع العذاب تحت وطأة العقاب الجماعي لكل الفلسطينيين أينما تواجدوا".

ويضيف: "للفن دور مهم في تسليط الضوء على القضية الفلسطينية الشائكة حتى ولو إنارة العديد من الزوايا المظلمة أو غير مرئية للعيان، والزوايا الإنسانية البعيدة عن الخطاب السياسي المباشر التي من شأنها أن تستعطف الرأي العام وتروي الحكاية الحقيقية لمعاناة الشعب الفلسطيني على مدار 75عامًا من الاحتلال، وأرى أنه واجب على كل مبدع فلسطيني أن يدافع عن المظلومين بسرد روايتهم كما هي دون تزييف ومبالغات، وأن يتقن عمله ويعتمد الصدق والأمانة للتاريخ".

كواليس فيلم "جنين"
إلغاء المهرجانات السينمائية عين الخطأ

رفض داعم القضية الفلسطينية وصاحب أشهر أفلام سينمائية وثقت لكشف جرائم الكيان الصهيوني، فكرة إلغاء المهرجانات السينمائية في الوطن العربي للتضامن مع أهل غزة، إذ قال: "من وجهة نظري فكرة إلغاء المهرجانات السينمائية هي عين الخطأ، فكان من الواجب استمرارها مع تسليط الضوء على القضية الفلسطينية وما يحدث في غزة من قبل الكيان الصهيوني، وكشف حقيقة هذا الكيان ودعم أهلنا في فلسطين بمظاهر مختلفة، وهذه نصيحتي لكل فنان عربي أو عالمي يؤمن بالإنسانية أن يروي روايته كما تراها عيناه وليس كما يراها الآخرون".

ويضيف: "انتهيت لتوي من إنتاج وإخراج فيلم حول اجتياح مخيم "جنين" في يوليو الماضي، وكان من المفترض أن يشارك في مهرجان أيام قرطاج السينمائية وبسبب الأوضاع في غزة تم إلغاء المهرجان، وهو ما يؤكد ما كنت أتحدث عنه في السطور السابقة حول أهمية إقامة المهرجانات السينمائية واستغلالها في دعم القضية الفلسطينية لتوصيل صوت الفلسطينيين ومعاناتهم، الذي يبرع المحتل في طمس الحقائق بعد كل عدوان على فلسطين".

وحول فكرة فيلم "جنين 2023" واختلافه عن فيلمه السابق "جنين جنين"، أشار إلى أن هناك عملية دمج بين الفيلمين، إذ يقول: "أردت توثيق ما حدث بعد مرور 21 عامًا على اجتياح مخيم جنين 2002 من خلال لقاءات مع الشخصيات التي ما زالت على قيد الحياة، إذ تم إجراء لقاءات مع أربع شخصيات روت ما جرى أمام أعينهم وكيف رأوا الحدث وما شعروا به مع محاولة المقارنة بين الاجتياح الأول والثاني وأيهما كان أصعب بالنسبة لهم".

كواليس فيلم "جنين"
مهما طال الليل فالصباح قادم

 بالرغم من المشهد الأليم الذي يعيش فيه الشعب الفلسطيني وما يتعرض له من مجازر وجرائم ترتكب من قبل الكيان الصهيوني، فإن الفلسطيني محمد بكري لا يزال متمسكًا بالأمل، وتحقيق الحرية يومًا ما، إذ يقول: "حكومة الاحتلال القاسية تحاول القضاء على القضية الفلسطينية بشتى الوسائل منذ 1948 حتى يومنا هذا، فهدفهم واضح وأساليبهم في تحقيقه مختلفة، ولكن بات واضحًا للجميع أن حكومات الاحتلال المتوالية لا تفهم أو تتعامل لحل النزاع إلا بالقوة مستخدمين أحدث الصناعات العسكرية من طيران وبحرية ومشاة".

ويضيف: "لكن الشعب الفلسطيني ما زال صامدًا وذخيرته هي إيمانه بصدق قضيته، والإصرار على مقاومة المحتل، وأنا بدوري كإنسان فلسطيني أحيي أبناء شعبي وأفخر بهم، وأدعوهم جميعًا للاتحاد والتكاتف ضد هذا العدو اللئيم الذي لا يعرف الرحمة، أحيي كل شهدائنا وأسرانا وجرحانا وأقول مهما طال الليل فالصباح قادم".

الأحداث في غزة مليئة بالقصص التي لا بد من توثيقها

 يشير المخرج محمد بكري إلى أن الأحداث الدامية في غزة تلهب المشاعر وتحرك في السينمائيين هوس الإبداع، إذ قال: "الواقع المرير الذي يعيشه الشعب الفلسطيني مليء بالقصص التي لا بد من توثيقها، ولكن في الوقت نفسه هناك حاجة للتريث وامتصاص الحدث، ومن ثم التفكير بخلق الصورة الفنية الإبداعية المتعلقة بالحدث".

الفلسطيني محمد بكري