بينما يترقب الداخل الفلسطيني هدنة إنسانية في قطاع غزة من المنتظر أن تدخل حيز التنفيذ، غدًا الجمعة، يواصل جيش الاحتلال تكثيف غاراته ومعها الانتهاكات بحق سكان القطاع، وكوادر الإغاثة الإنسانية والصحية، لتتحول المستشفيات إلى ميادين حرب، ويصبح الأطباء في مرمى الصراع.
ودخل العدوان على قطاع غزة اليوم الثامن والأربعين، منذ الهجوم المباغت للفصائل الفلسطينية من غزة على مستوطنات إسرائيل، مُخلفًا حتى أحدث إحصاء 14530 شهيدًا، وما يزيد على 35 ألفًا من الجرحى، في حصيلة غير نهائية وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
اعتقال مدير مستشفى الشفاء
دفعت إسرائيل بامتلاكها أدلة مزعومة على نشاط إرهابي لحماس جرى داخل مستشفى الشفاء، سببًا لاعتقال رئيسها محمد أبو سلمية، بعد تقارير تفيد باحتجازه على يد قوة إسرائيلية في أثناء توجهه جنوب قطاع غزة.
وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، احتجاز مدير مستشفى الشفاء في قطاع غزة للتحقيق معه بشأن أدلة على أن المنشأة كانت تستخدم كمركز قيادة وسيطرة لحركة حماس.
وقال جيش الاحتلال في بيان مقتضب: إنه "في المستشفى، الذي كان تحت إدارته، كان هناك نشاط إرهابي واسع النطاق لحماس".
واتهمت إسرائيل الفصائل الفلسطينية مرارًا وتكرارُا باستخدام المستشفيات كغطاء لأنشطتها، وهو ما نفته حماس والطاقم الطبي.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، نشرت إسرائيل لقطات تظهر أنفاقًا معززة بالخدمات زعمت أنها من داخل مستشفى الشفاء، وأن حماس تستخدمها.
ومنذ بدء الصراع في غزة، كشف أبو سلمية لوسائل إعلام دولية، الأوضاع المأساوية داخل المستشفى الأكبر في القطاع وبمحيطه في أثناء القصف الإسرائيلي والحصار على غزة.
المستشفيات ميادين حرب
ووصفت محدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الخميس، وضع المستشفيات في غزة، بأنه تحول إلى "مقابر وميادين حرب"، وأن موظفين تابعين لها تعرضوا لإطلاق نار في أثناء محاولتهم تقديم المساعدة الإنسانية بشمال غزة.
وقالت "يتمتع العاملون في مجال الرعاية الصحية بحماية خاصة بموجب القانون الدولي ونحن نضغط من أجل توفير الحماية الفورية لجميع المدنيين"، مضيفة أن المستشفيات في غزة "تحولت إلى مقابر وميادين حرب".
وشن الاحتلال، منذ ليلة الأربعاء وحتى صباح الخميس، قصفًا مكثفً برًا وبحرًا وجوًا، على أحياء سكنية في مناطق متفرقة عديدة بقطاع غزة، مُخلفًا عشرات الشهداء والجرحى، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
استمرار حصار الإندونيسي
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، حصار المستشفى الإندونيسي، شمال قطاع غزة، ويسقط أرضًا بيد قناصة يعتلون أبراجًا قبالة المستشفى، كل ما يتحرك في محيطه.
ونحو 200 جريح رفقة الطواقم الطبية ما زالوا محاصرين داخل المستشفى، بينما تراكم 65 جثمانًا في المستشفى، بعد أن تعذر دفنها في ظل الحصار الجاري حتى اللحظة، وفق رصد وكالة الأنباء الفلسطينية.