الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خان يونس.. المدينة الباسلة هدف رئيسي للعدوان الإسرائيلي على جنوب غزة

  • Share :
post-title
دمار هائل في خان يونس جراء القصف الإسرائيلي

Alqahera News - محمود غراب

يتركز العدوان الإسرائيلي منذ استئنافه بعد انتهاء الهدنة، صباح الجمعة الماضي، على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. 

ومع بدء العدوان على غزة، 7 أكتوبر الماضي، أمر جيش الاحتلال سكان شمال ووسط القطاع بالتوجه إلى خان يونس، التي أصبحت حاليًا هدفًا رئيسيًا في الحرب، بعد توسيع الهجوم البري الإسرائيلي من الشمال والوسط إلى الجنوب، وأمر الاحتلال سكان المدينة التاريخية بالنزوح منها.

وبعد انتهاء الهدنة الإنسانية التي دامت في غزة لمدة سبعة أيام، الجمعة الماضي، شن جيش الاحتلال غارات جوية مكثفة على مناطق مختلفة بخان يونس، ونفذ أحزمة نارية عنيفة تركزت على المدينة.

ونشر جيش الاحتلال، أمس الإثنين، خريطة على منصة "إكس"، تحدد نحو ربع مدينة خان يونس باللون الأصفر، ما يعني ضرورة إخلائها.

مزاعم الاحتلال لاجتياح خان يونس

أرجعت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، تركيز العدوان الإسرائيلي على خان يونس، لعدة أسباب، منها أن المدينة تعد مسقط رأس قادة بارزين في "حماس" من بينهم يحيى السنوار ومحمد الضيف.

ولفتت الصحيفة إلى ادعاءات جيش الاحتلال، بأن "السنوار" يدير عمليات "حماس" مع محمد الضيف ومروان عيسى وكبار القادة، من خان يونس، كما يدعى جيش الاحتلال أن السنوار وقادة "حماس" يحتمون أسفل خان يونس، وفق الصحيفة الأمريكية.

وكررت صحيفة "الجارديان" البريطانية، ادعاءات جيش الاحتلال بوجود قادة حركة حماس في خان يونس، مشيرة إلى أن الاحتلال بنى معلوماته على اعترافات عناصر "حماس" أوقفتهم خلال توغلها في شمال غزة.

ونقلت الصحيفة عن كوبي مايكل، الباحث بمعهد دراسات الأمن الدولي، إن الاحتلال من خلال تكثيف الهجوم على خان يونس، يستهدف الضغط على قادة "حماس"، بغية التوصل لاتفاق أفضل فيما يتعلق بالإفراج عن المحتجزين لدى الحركة.

لكن الهدف الرئيسي غير المُعلن، يأتي في إطار تنفيذ مخطط التهجير، إذ طلب جيش الاحتلال من سكان المدينة إخلائها والنزوح إلى رفح. 

خان يونس مدينة تاريخية

تجدر الإشارة إلى أن مدينة خان يونس تم تأسيسها في عصر الإغريق كمدينة ساحلية، وسمّوها "جينسس"، كما أنها - وفقًا لمصادر تاريخية - ترتبط نشأتها بالعصور الوسطى، خصوصًا عهد المماليك الجراكسة والسلطان المملوكي برقوق، الذي حكم مصر وبلاد الشام بين عامي 1382 و1399.

وأدت مدينة خان يوسن دورًا بارزًا في الأحداث التاريخية والعسكرية، ومن بين هذه المشاركات البارزة كان دورها البطولي في صد الغزو البريطاني.

وبعد حرب عام 1948، استضافت المدينة نحو 50 ألف لاجئ فلسطيني، وهؤلاء لا يزالون يعيشون في معسكرات بالمدينة.

وقدمت خان يونس مساهمة فعّالة في حروب عامي 1956 و1967، إذ أبدت إرادة قوية وصمودًا لا مثيل له.

في عام 1956، تعرضت المدينة لمجزرة بشعة من جيش الاحتلال لصمودها، وبعد حرب عام 1967 منعت قوات الاحتلال المدينة من تجديد بنيتها التحتية بسبب صمودها الأسطوري، نتيجة لذلك أصبحت بوضع منكوب على الصعيدين الداخلي والخارجي، وبنيتها التحتية ضعيفة.

وتعرضت المدينة لسياسات الاستيطان والحصار من إسرائيل، بهدف منعها من مواصلة المقاومة.

ومن أبرز المعالم التاريخية في خان يونس، قلعة برقوق الأثرية، وهي شاهدة على التاريخ لمدة تزيد على 632 عامًا، ومقام إبراهيم الخليل، الذي يقع في قرية عبسان الكبيرة.

اجتياح خان يونس أشد ضراوة 

يرى محللون أن الاجتياح البرى الإسرائيلي لخان يونس، سيكون أشد ضراوة من الهجوم البرى على الشمال في المرحلة الأولى من العدوان الإسرائيلي على غزة، لوجود "لواء كتائب القسام" في الجنوب، وهو من الألوية القوية وذو خبرة كبيرة، وخسرت إسرائيل في معارك 2014 نحو 40% من عتادها البشري والعسكري في خان يونس.