الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

إثر "مجزرة" رفح الفلسطينية.. نتنياهو يستغل "شماعة" تحرير المحتجزين لمواجهة الضغوط الدولية

  • Share :
post-title
نتنياهو خلال لقائه بفريق تنفيذ العملية

Alqahera News - مصطفى لبيب

يستغل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، شماعة إنقاذ اثنين من المحتجزين الإسرائيليين، والتي تسببت في مجزرة لعشرات الفلسطينيين الأبرياء، لتبرير الضغط العسكري المستمر على رفح، حتى مع تعرضه ودولته لضغوط عالمية مكثفة لمنعها من شن هجوم بري ضد مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

ونفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، غارة عنيفة فجر الإثنين، على أحد الأحياء بمدينة رفح المكتظة بالسكان، وتمكنت وفقًا للبيان من إنقاذ اثنين من المحتجزين، فرناندو سيمون مارمان (60 عامًا) ولويس هار (70 عامًا) من مبنى مدني كانا محتجزين فيه، إلا أن تلك الغارة أدت إلى استشهاد ما لا يقل عن 67 فلسطينيًا، بينهم نساء وأطفال، بسبب القنابل التي وفرت غطاء للعملية، حيث اكتظت أكثر من 50 جثة فقط في مستشفى أبو يوسف النجار في رفح، بحسب صحيفة "ذا هيل" الأمريكية.

شماعة نتنياهو

وفور إعلان الجيش الإسرائيلي عن نجاح العملية، التي لم تعبأ بأرواح الأبرياء، سارع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى الترحيب بها من خلال خطاب قصير، واستخدام العملية لتبرير الهجمات على رفح، في الوقت الذي يتضاءل فيه الدعم الدولي معه، وزيادة التصريحات العالمية الرافضة لخطته في اقتحام مدينة رفح بريًا، بحسب صحيفة الجارديان البريطانية.

وقام عدد من الدول بإطلاق تحذيرات وحث رئيس الوزراء الإسرائيلي على العدول عن قراره الكارثي الذي سيخلف أزمة إنسانية صعبة لمئات الآلاف من النازحين، على رأسها مصر وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وفرنسا، حيث حذرت القاهرة من أن التعنت الإسرائيلي في منع إدخال المساعدات بجانب الشروع في مهاجمة رفح، يعتبران ضمن استراتيجية إسرائيل لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية.

القصف المستمر على سكان القطاع
مأساة الحرب

ودخل العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة شهره الخامس، مُخلفًا دمارًا هائلًا في الأرواح والبنية التحتية للقطاع، حيث دُمرت أكثر من 60% من المباني في شمال غزة وجنوبها، واستشهد ما يقرب من 30 ألفًا، أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن، وأُصيب 68 ألفًا، وفقًا لتقديرات الصحة في القطاع، كما نزح بسبب الصراع 80% من السكان البالغ عددهم 2 ونصف المليون فلسطيني في مخيمات وملاجئ، على 20% فقط من الأرض.

عرض الحائط

وعلى الرغم من تلك التحذيرات الدولية المتزايدة، ضرب بنيامين نتنياهو بها عرض الحائط، وأكد خلال خطابه الذي حيا فيه جنوده على ذلك العمل الذي وصفه بالجريء، مشيرًا إلى تلك الخطوة، التي لن تؤدي من وجهة نظره، إلا لمزيد من الضغط العسكري المستمر، من أجل تأمين إطلاق سراح المحتجزين المتبقين، مشيدًا بتصرفات الجيش خلال العملية، التي وصفها بأنها الأنجح في تاريخ الاحتلال.

وبالنظر إلى أعداد الشهداء خلال العملية التي نفذها الاحتلال، أكدت الجارديان أن تلك النسبة المهولة بين القتلى المدنيين والرهائن المحررين، سيُنظر إليها في المستقبل على أنها قصة قاتمة تكشف الوضع المأساوي في القطاع.