الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اللاجئون والأقليات.. أسباب تجعلهم الأكثر عرضة لجرائم الكراهية

  • Share :
post-title
لاجئون (صورة أرشيفية)

Alqahera News - هبة وهدان

الأكراد، الأقليات، اللاجئين، كلمات ارتبطت بحادث إطلاق النار الذي شهدته العاصمة الفرنسية باريس على يد مسن يبلغ من العمر 69 عامًا، وأسفر عن وفاة ثلاثة أشخاص من الجالية الكردية، الأمر الذي تسبب في اندلاع تظاهرات للتنديد بالحادث، ووقع على إثرها اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين الأكراد، وهو ما سلط الضوء على أزمة اللاجئين والأقليات وأنهم الأكثر عرضة لجرائم الكراهية.

تراكمات

حسب بيير لوي ريموت، أستاذ العلاقات الدولية، فإن هناك مجموعة من الأزمات ساعدت على تفاقم الأوضاع ووصولها إلى هذا الحد، وأنها لم تكن وليدة موقف بل مواقف تراكمية أدت لتلك الأزمة.

أضاف "ريموت" لـ"القاهرة الإخبارية" من العاصمة الفرنسية باريس، أن الأزمة الاقتصادية وما سبقها من الأزمة الأوكرانية الروسية وجائحة كورونا، جميعها مهد الطريق لوصول اليمين المتطرف الذي عمل على تصعيد جرائم الكراهية.

أوضح أن العالم بحاجة للتفرقة بين اليمين الحكومي واليمين المتطرف، فالأول يعتمد على مبدأ الحرية الاقتصادية، والثاني يعمل على بثّ الخطابات المعادية للاجئين والأقليات.

أكد أستاذ العلاقات الدولية، أن الأزمات المالية الطاحنة التي ضربت العالم ساعدت في تشكيل مناخ تصعيدي محتقن يخيم على الدول الأوروبية بأكملها وفرنسا على وجه التحديد.

كما ذكر أن الخطاب التصعيدي والمحتقن ليس فقط متصل بمجموعة من العوامل الاقتصادية، بل عدة عوامل أخرى منها الاجتماعية والسياسية التي تفاقمت من جراء الأزمات التي شهدها العالم في الآونة الأخيرة.

أشار "ريموت" إلى أنه من المؤكد أن هذه العملية التي وقعت في شوارع باريس يجب أن ننظر إليها على أنها فعلة رجل لا ينتمي لتيار سياسي، وليس منخرطًا في تيار له خلفية أيديولوجية، بل شخص يعاني من أمراض.

ومن روما، قال مهدى النمر الكاتب والمحلل السياسي، إن السياسة لها دور بلا شك في استثمار النعرات العنصرية وحالة الاحتقان الاجتماعي، وأن لها باع طويل في أوروبا لا يمكن تجاهله.

خطاب الاستعداء

أوضح "النمر" لـ "القاهرة الإخبارية" أن اليمين عندما يتم وضعه في سدة الحكم يصبح أقل عدوانية لأنه يود أن يظهر أكثر اعتدالًا، وأن المشكلة الواقعة لها بعد ثقافي وإعلامي منذ بداية الحملات الصليبية، كما يتبنى الإعلام الغربي خطابًا إعلاميًا مستمرًا في استعداء الأجنبي بوجه عام، والمسلمين بشكل خاص.

أضاف الكاتب والمحلل السياسي، أن الاستعداء ينعكس في ثقافة المواطنين وسلوكياتهم، بالإضافة للاحتقان الاجتماعي ووجود أعداد كبيرة من المهاجرين أنفسهم غالبًا على هامش المجتمعات الغربية التي هاجروا إليها.

ولفت "النمر"، إلى أن السياسة خاصة في بلد كفرنسا سعت لدفع الأجيال الجديدة من الأجانب لهامش المجتمع وهذا ما حدث في عام 2005 حينما اندلعت ثورة الأحياء الشعبية في باريس.

وقال إن قصور السياسة وعدم رغبتها واستثمارها لا يقتصر على اليمين فقط، فعندما يستمر الغرب في تمرير الخطاب الفوقي الذي يتحدث فوق الثقافات والدول والعقائد، فهذا بالتأكيد يغذي نوعًا من التمييز داخل العقول خاصة في الطبقات البسيطة والفقيرة التي تعاني من احتقان اجتماعي، وهو ما يشعل الأزمة كما حدث في العاصمة الفرنسية.