من "بلاد الدهب" إلى "رمش عيونها" و"أنت عمري".. نغمات وكلمات باتت محفوظة على ألسنة كل الأجيال، يتناقلونها كما لو كانت جزءًا من حياتهم اليومية، فمن الراديو إلى التليفزيون إلى حفل قديم يذاع على الإنترنت، حتى الوصول إلى حفلات جديدة في المسارح العربية المختلفة يطلبها الجمهور، حتى وإن كان من يغني لديه الرصيد الغنائي الخاص به، فالانفصال عن هذا التراث بات أمرًا غير مقبول للجمهور.
واستمرارًا لتواصل الأجيال، دخل أبناء وأحفاد مطربي الزمن الجميل على خط الطرب، مستغلين أصواتهم المميزة التي توارثوها عن آبائهم وأجدادهم، ليرددوا الأغاني التي لا تزال محفورة في وجدان الجمهور.
وديع الصافي
"حريصون على أن يظل تاريخ والدي ساكنًا بين الناس"، هكذا يؤكد جورج نجل المطرب اللبناني الراحل وديع الصافي لموقع "القاهرة الإخبارية"، مضيفًا: "في كل فرصة نكون قادرين على ذكر سيرة والدنا وتقديم تراثه سنفعل هذا دون تردد".
وديع الصافي الذي لا يزال باقيًا بأعماله المميزة، ترك أثرًا كبيرًا في نجليه كما جمهوره، إذ يعملان على استمرار نشر أغنياته بين الجمهور في أرجاء الوطن العربي، وكأنه لا يزال موجودًا، هذا الحب توارثه أحفاد وديع الصافي من آبائهم، ولهذا كونوا فرقة تحمل اسم "الأخوين الصافي" ليتغنوا بأعمال جدهم أمام العالم، كان آخرها حفل أقيم أمس السبت في مدينة الرياض بالسعودية، وحصدوا من خلاله ردود فعل رائعة.
يتابع جورج وديع الصافي: "حرصنا على الوصول إلى الأجيال الجديدة من خلال أولادنا، ليكونوا همزة الوصل معهم، وينقلوا تاريخ وديع الصافي بطريقتهم إلى الشباب، ولم نكتف أن نكون نحن الوحيدون الذين ينقلون التراث للجمهور فقط، فهي مهمة يشارك بها جميع أفراد العائلة".
أحمد منيب
من لبنان إلى مصر وتحديدًا النوبة –جنوب مصر- حيث الفنان الراحل أحمد منيب، عميد الأغنية النوبية، الذي ساهم في اكتشاف عدد من المطربين من أبرزهم المطرب الكبير محمد منير، فرغم مرور ما يقرب من 34 عامًا على وفاته غير أن تراثه الغنائي والموسيقي لا يزال متناقلًا بين الجمهور، لكن هذا لم يمنع نجله من المشاركة في تخليد اسم والده بتأسيس فرقة موسيقية تحمل اسم "منيب باند"، يقدم من خلالها أعمال الراحل أحمد منيب.
يؤكد الفنان خالد منيب لموقع "القاهرة الإخبارية": أحرص دائمًا على إحياء تراث والدي والفن النوبي، وأحب أن أقدم أغانيه من خلال فرقتي التي أُسست في الذكرى العشرين لوفاة والدي، ولا أكتفي فقط بتقديم أغانيه من خلالي، بل أدرب وأساعد أصواتًا موسيقية شابة على الغناء وتقديم أغاني والدي لتستمر سيرته بين الأجيال، وهي المهمة التي كان حريصًا عليها حيث قدم العديد من الأصوات الشابة إلى الساحة الموسيقية.
أم كلثوم
لا تحتاج كوكب الشرق إلى من يُذكّر الأجيال بصوتها وأغنياتها فهي الحاضرة دائمًا رغم الغياب، والمؤثرة في وجدان الجمهور من جميع الأعمار، لذا يحرص كل من يحاول أن يقدم نفسه في عالم الطرب لتقديم أغنياتها ومحاولة الاقتراب منها.
تسعى المطربة سناء نبيل دخول عالم الطرب من بوابة جدتها، إذ تحرص على تقديم أغنياتها لحفظ تراثها الموجود في قلوب الجمهور، ومحاولة الاقتراب من القاعدة الجماهيرية التي تتمتع بها جدتها، فمن خلال أحد برامج المواهب وقفت على المسرح، وتمكّنت من غناء "أنت عمرى"، كما حرصت على أن تدعم موهبتها بالدراسة في المعهد العالي للموسيقى والغناء، على يد المايسترو سليم سحاب.
