الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لطفي بوشناق: انتهيت من أوبريت عن الواقع العربي ولا تهمني الألقاب

  • Share :
post-title
المطرب التونسي لطفي بوشناق

Alqahera News - ولاء عبد الناصر

  • لا أمانع في تقديم سيرتي الذاتية بعمل فني يحترم مشواري
  • تجربتي مع سيد مكاوي لا توصف بكلمات وعاملني مثل ابنه
  • الفنان ناطق رسمي باسم شعبه ووطنه.. وحتى هذه اللحظة أعتبر نفسي تلميذًا
  • المطرب يجب ألا يقدم الأغاني الرومانسية فقط.. والموال المقياس الحقيقي لتقييم الفنان

ألقاب عديدة يتمتع بها المطرب التونسي لطفي بوشناق، منها بافاروتي، ولكنه يُفضل دائمًا لقب فنان، الذي يحمّله مسؤولية كبيرة تجاه مجتمعه ووطنه، لاسيما أنه من فئة المطربين المؤمنين بأن مضامين إنجازهم الإبداعي، يجب أن تشمل رسائل هادفة وتتناول قضايا مهمة.

تحدث الفنان التونسي الكبير لطفي بوشناق، في حوار خاص لموقع "القاهرة الإخبارية"، عن مشواره الفني العريق، وتعاونه مع أبرز النجوم، على رأسهم المصري الراحل سيد مكاوي، ومعايير اختياره للأغنيات التي يقدمها، وأهم المحطات في تاريخه الفني، وما إذا كان يوافق على تجسيد سيرته الذاتية في عمل فني، وأمور كثيرة في هذه السطور:

سيد مكاوي

ملحن ومغنٍ وعازف عود.. إذا نظرت إلى مشوارك الفني المُمتد، أين ترى موضع قدميك الآن؟

حتى هذه اللحظة أرى نفسي ما زلت التلميذ المُجتهد، الذي يسعى في عالم الفن المليء بالأشياء الغريبة والعجيبة، كأنه محيط لا يخلو من العلم والمعرفة، وهناك مثل مصري قديم أؤمن به وهو "يموت المعلم وما يتعلم"، فأنا ما زلت أتعلم وسأظل أتعلم حتى آخر يوم في حياتي.

ألهذا السبب تفضل لقب "الفنان" رُغم ما حظيت به من ألقاب مُختلفة؟

أنا ضد فكرة الألقاب، فيكفيني أن أكون جديرًا بكلمة فنان، لأنها كلمة كبيرة وتحتاج إلى مجهود مُضاعف ليستحقها الشخص الذي يُطلق عليه هذه الكلمة، فلذلك لا يهمني تعدد الألقاب التي حظيت بها، فأنا دائمًا أتمنى أن أكون الفنان الصادق بالنسبة للجمهور.

عملت مع العديد من الفنانين المشهورين أبرزهم المصري الراحل سيد مكاوي.. ما الذي استفدته من خبراته؟

تجربتي مع الرائع سيد مكاوي، لا توصف بكلمات أو عبارات، واستفدت كثيرًا من هذه التجربة، وكانت علاقتي معه مثل علاقة أب بابنه، ومليئة بالحب والصدق والحميمية، ومن مصر أيضًا تعاملت مع الموسيقار الكبير هاني شنودة، وأحمد صدقي، وصلاح الشرنوبي، فهذه التجارب أثرت في رؤيتي الخاصة، وزادت من رصيدي الفني وأفكاري وأنا فخور وسعيد بها.

لطفي بوشناق

كيف تصف الساحة الغنائية في الوطن العربي حاليًا؟

الفن في الوطن العربي كله مُتشابه في الكلمة والنغمة والطرب، وأصبح الوضع هشًا جدًا، وهذا الأمر مُخطط له، في ظل انتشار التكنولوجيا وعالم الإنترنت، ولكن هذا لا يمنع من وجود أفراد يتمتعون بوعي في الوطن العربي، وصامدين على مبادئهم، ويجب على وسائل الإعلام أن تُلقي الضوء على المبدعين الحقيقيين في الوطن العربي، من المحيط إلى الخليج، في مُختلف المجالات، وتتحدث عمّن يستحق.

من الشخص الذي تعتبره قدوة بالنسبة لك وحقق نقلة في حياتك الفنية؟

النقلة الفنية في حياتي المهنية كانت مع الشاعر آدم فتحي، وكانت مهمّة جدًا وحوالي 70% من أعمالي معه، فهو فنان كبير وله تأثير كبير في مشواري الفني ولن أنسى فضله عليّ.

تتنوع خياراتك الفنية.. فما هي معايير اختيارك للأعمال الفنية التي تقدمها؟

معايير اختياري للأعمال ليست بالشيء السهل، فأنا أرسم طريقًا خاصًا لي في حياتي، وأسعى للوصول إلى مستوى احترام مُعين للجمهور، وهذا شيء ليس سهلًا والمحافظة عليه تُعد المعادلة الأصعب، فالفنان من وجهة نظري يتحمل 50% في تأثيره بأعماله على المجتمع، لذلك لابد أن يكون العمل هادفًا وبه رسالة ويحترم عقلية الجمهور، ولا يجب أن يحصر المطرب نفسه في منطقة الأغاني الرومانسية والحب فقط، فهناك موضوعات أخرى لابد أن يتحدث عنها الفنان.

إذن ما الموضوعات التي تحب أن تناقشها في أغانيك خلال الفترة المقبلة؟

الموضوعات التي تخص الشأن العربي والدول العربية، وأهمية الإدراك أن قضايانا مُشتركة، ويجب أن نقدم رسائل هادفة لدعم قيم التسامح والحب بين الشعوب العربية، والتعبير عن أحلامنا وهمومنا وواقعنا وما نطمح إليه، وانتهيت أخيرًا من أوبريت عن الواقع العربي، تبلغ مدته 15 دقيقة.

لطفي بوشناق

امتزت بغناء المواويل.. هل تضع نفسك في المرتبة الأولى في هذا النوع الطربي؟

لا أحب أن أضع نفسي في مرتبة معينة، والجمهور هو من يضعني في المرتبة التي استحقها، ويُعد الموال بالنسبة لي المقياس الحقيقي لتقييم الفنان، سواءً كان عازفًا أو مطربًا، فهو قمة الأداء الطربي؛ لأن الفنان يرتجل فيه، ودائمًا أحرص على تقديم المواويل الخاصة بي بطرق مختلفة وحركات جديدة وجمل موسيقية تختلف عن الجمل التي قدمتها في موالٍ سابق.

بعد مسيرة فنية مميزة.. هل من الممكن أن تقدم سيرتك الذاتية في عمل فني؟

لا أمانع في تقديم سيرتي الذاتية بعمل فني، سواءً كان تلفزيونيًا أو سينمائيًا، ولكن لابد أن تكون لدى المخرج قناعة وفهم لقيمتي وتاريخي، ولا يتعامل معه على أنه مشروع فني فقط.

ما المحطات التي تعتبرها الأهم بالنسبة لك في مشوارك الفني؟

أعتبر إحيائي لحفلات في مهرجان قرطاج عامي 1978 و1979 من أهم النقلات الفنية في حياتي، كون أول مرة لمطرب تونسي يأخذ حفلًا بمفرده، وأيضًا مشاركتي في حفل بدار الأوبرا المصرية، من خلال القديرة رتيبة الحفني.

ما الصعوبات التي واجهتك للوصول إلى هذا النجاح؟

الحياة مليئة بالصعوبات، والوصول إلى النجاح ليس بالأمر السهل، فهو يحتاج إلى العمل والمثابرة والصدق والحرفية.

إذن بعد هذا المشوار.. ما النصائح التي تقدمها للأصوات والمواهب الموسيقية الناشئة؟

يجب أن يتشبث الفنان بأصالته وتاريخه، وينطلق من مبدأ أنه تلميذ وسيظل تلميذًا لآخر لحظة في حياته، لأن المجال الفني بحر عميق، لابد عليه أن يتعلم منه ويسمع ويستشير ويأخذ الملاحظة في عين الاعتبار، ويعلم جيدًا أنه الناطق الرسمي باسم شعبه ووطنه، ومرايا تعبر عن الواقع، وتكون امتدادًا للتاريخ.