الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ردود بوتين القاسية.. 20% من الأوكران يخفضون الطاقة طواعية و1.5 مليون دون كهرباء

  • Share :
post-title
سيدة أوكرانية تحمل شمعة بينما انقطع التيار نتيجة الضرب الروسي على البنى التحتية الأوكرانية

Alqahera News - سمر سليمان

لنحو 20% خفّض الأوكرانيون طواعيةً نسبة استهلاكهم من الكهرباء، وسط مشاق يتكبدونها يوميًا على وقع الصراع الروسي الأوكراني تجعل من الطاقة رفاهية أمام ويلات الحرب؛ فبين الموت والنزوح تتربص بهم المخاوف يزيدها فجعة شتاء قارس مُقبّل على الأبواب، بالمقابل ضربات روسية مستمرة لأيام عازمة على استهداف البنية التحتية الأوكرانية، ثأرًا لعمليات استهدفت بنية موسكو مؤخرًا، تحبط آمال الدفء.

استهدفت ضربات روسية جديدة بنى تحتية للطاقة في غرب أوكرانيا، يوم السبت، وفق ما أعلنت الشركة المُشّغلة "أوكر-إينيرجو" في البلاد، بينما تحدث مسؤولون عن انقطاع التيار الكهربائي في مناطق عدة من البلاد، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب).

ذكرت الشركة المُشّغلة، في منشور لها على مواقع التواصل الاجتماعي، أن القوات الروسية "نفذّت هجومًا جديدًا بالصواريخ استهدف منشآت الطاقة للشبكات الرئيسية في المناطق الغربية لأوكرانيا".

أعلنت الشركة المُشّغلة "أوكر-إينيرجو" فرض تقييد للطاقة في مناطق عدة، منها العاصمة كييف، ووعدت "باتخاذ جميع الإجراءات لإعادة التيار الكهربائي في أقرب وقت ممكن إلى المناطق المحرومة حاليًا من الكهرباء".

وقال مدير الشركة المُشغلة فولوديمير كودريتسكي إن الأوكرانيين خفضوا طواعية استهلاكهم للكهرباء من 5 إلى 20 في المئة وسطيًا في أيام ومناطق معينة، بحسب بيان نقلته "فرانس برس".

"هجوم جريء" يترك مليونًا ونصف أوكراني دون كهرباء

قال نائب رئيس مكتب الرئيس الأوكراني كيريلو تيموشينكو، إن ما يقرب من 1.5 مليون مواطن أوكراني باتوا دون كهرباء، بسبب ضربات صاروخية روسية على منشآت الطاقة في جميع أنحاء البلاد، صباح السبت، بحسب منشور له على موقع "تليجرام"، نقلته وكالة الأنباء الأوكرانية Ukrinform.

وأدان المسؤول الأوكراني القصف الروسي الأخير على منشآت الطاقة في بلاده ووصفه بالهجوم الجريء، وكتب: "هجوم جريء آخر من المحتلين على بنيتنا التحتية.. العدو يواصل قصف منشآت الطاقة في مناطق مختلفة من بلادنا".

وحصر تيموشينكو أعداد المستهلكين الأوكران المتضررين من القصف الروسي لمنشآت الطاقة حتى الآن -بحد وصفه- على النحو : "فقد 672000 مستهلك دون إمدادات الكهرباء في منطقة خميلنيتسكي، و188400 في منطقة ميكولايف، 102000 في منطقة فولين، 242000 في منطقة تشيركاسي، 174.790 في منطقة ريفني، 61.913 في مناطق كيروفوهراد، 10500 في منطقة أوديسا"، حسبما نقلت Ukrinform.

دمار 30% من محطات الطاقة الأوكرانية

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن القصف الروسي الذي بدأ في مُتّمم الثّلث الأول من الشهر الجاري، دمّر نحو 30% من محطات الطاقة في البلاد، خلال أسبوع تقريبًا، وتسبب بانقطاع "هائل" للتيار الكهربائي في مختلف المناطق.

كتب زيلينسكي في تغريدة على تويتر: "منذ 10 أكتوبر، دُمّرت 30% من محطات الطاقة الأوكرانية، ما تسبب بأعطال هائلة في جميع أنحاء البلاد".

سلسلة هجمات ممنهجة ضد البنى التحتية الأوكرانية

ماثل نطاق الضرر الذي ألحقته الضربات الروسية بالبنية التحتية الأوكرانية، السبت، تبعات الهجوم الذي شنته موسكو قبل عشرة أيام، أو يتجاوزه، بحسب تقديرات الشركة المُشغلة في البيان السابق.

وبدأت القوات الروسية في 10 أكتوبر شنّ هجمات على مرافق الطاقة والدفاع والقيادة العسكرية والاتصالات في أنحاء أوكرانيا، بعد يومين من الهجوم الذي استهدف جسر القرم، وتُحمل موسكو إدارة كييف والأجهزة الاستخباراتية الأوكرانية، متمثلة في مديرية المخابرات الرئيسية بوزارة الدفاع الأوكرانية ورئيسها كيريل بودانوف، وموظفين وعملاء آخرين، المسؤولية.

هجوم كيرتش يغير مجرى الصراع.. بوتين لم يخفِ "الرد بقسوة"

بـ"رد قاسٍ" توعّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كييف، على خلفية هجوم كيرتش، إذ انفجرت شاحنة أعلى جسر شبه جزيرة القرم -واحد من أطول الجسور في أوروبا- في ساعة مبكرة من صباح يوم 8 أكتوبر، ما أدى إلى اشتعال النيران في عدد من صهاريج الوقود في قطار كان يسير عبر الجسر، إلى جانب وقوع قتلى وانهيار جزئي في قاطعين لطريق السيارات، في حادث وصفته الأوساط الروسية بـ"الإرهابي"، وكان من شأنه تغيير مجرى الصراع وإثقال خسائره.

ووقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسومًا يقضي بتشديد الإجراءات الأمنية لجسر كريتش الذي دمر جزئيًا إثر الهجوم بجانب مرافق البنية التحتية التي تزود شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إلى كيان الاتحاد عام 2014 بالكهرباء والغاز الطبيعي، وأمر بتشكيل لجنة للتحقيق بعد الانفجار الذي استهدف الجسر.

واتّهم بوتين أجهزةَ الاستخبارات الأوكرانية بالوقوف وراء الانفجار الكبير الذي ألحق أضرارًا كبيرة بمنشأة رئيسية في البنى التحتية الروسية، فكانت بداية الرد الموجع.

أفقدت روسيا، أوكرانيا 30% من محطاتها للطاقة خلال 10 أيام عزمت بشكل جاد -على ما يبدو مقارنة لضرباتها السابقة منذ بداية الحرب في 24 فبراير الماضي- على النيل من بنيتها التحتية، في إشارة لدرجات مختلفة أظهرتها موسكو خلال تعاطيها في حربها مع كييف، بناءً على ما أعلنته الإدارة الروسية حول أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، تسير وفق خطة، وفيما يبدو أن هجمات كييف -المدعومة بالأسلحة الأوروبية- غيرّت مجرى الخطة، وتشهد الأيام المقبلة مجرى مختلفًا للصراع.