الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سلاح "خراب شامل" ودمار نفسي.. "القنبلة القذرة" تطور جديد في الصراع الروسي الأوكراني

  • Share :
post-title
تعبيرية عن التعامل مع الإشعاع النووي

Alqahera News - سمر سليمان

تُصنف ضمن أسلحة الدمار الشامل، وتعد وسيلة للهجوم النفسي، فالهدف منها ليس التدمير، وإنما نشر الخوف، والتلوث الإشعاعي، فهي سلاح "خراب شامل"، بحسب تعبير اللجنة التنظيمية النووية الأمريكية السلاح، "القنبلة القذرة".. مؤشر لمنحى جديد، مع تصاعد وتيرة الصراع الروسي الأوكراني. 

اتهامات روسية 

تتهم موسكو، منذ أيام، أوكرانيا، بالقيام باستفزازات جديدة، من خلال استخدام "القنبلة القذرة"، أو الأسلحة النووية التكتيكية، بالتزامن مع خسائر تتكبدها القوات الروسية في الجنوب الأوكراني، فيما تطالب كييف، برد قاسٍ، على اعتبار أن التحذيرات تنبيء باستعداد روسيا لنقل الصراع إلى مستوى متقدم، في إشارة لأسلحة أكثر تطورًا قد يتم استخدامها على الأرض.

في ثلاث مكالمات هاتفية، أعرب وزير الدفاع الروسي سيرجي لافروف، عن مخاوفه لنظرائه في فرنسا، وبريطانيا، وتركيا، سيباستيان ليكورنو، وبن والاس، وخلوصي أكار، عن هواجسه بشأن الاستفزازات المحتملة من قبل أوكرانيا باستخدام "قنبلة قذرة" .

رفض أوكراني 

وفي المقابل، رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اتهامات موسكو واعتبرها "غير مبررة"، قائلًا في منشور له على تطبيق "إنستجرام":" إذا كانت روسيا تقول إن أوكرانيا في صدد التحضير لأمر ما، فهذا يعني أمرًا واحدًا: إن روسيا سبق أن أعدت كل ذلك. أعتقد أن على العالم أن يرد بأقسى قدر ممكن"، وأضاف أنه إذا كانت روسيا قد أعدت "مرحلة جديدة في التصعيد، فعليها أن ترى الآن، أن العالم لن يقبل بذلك"، واعتبر زيلينسكي تهديد موسكو باستخدام أسلحة نووية، مبررًا لفرض عقوبات على روسيا، مع وجوب تقديم دعم أكبر إلى أوكرانيا.

ما هي "القنبلة القذرة"، وما الأسباب التي تدفع موسكو لترويج تلك الاتهامات في صراع تبدو قادرة على إنهائه وقتما تريد؟

سلاح دمار شامل

تعرف القنبلة القذرة أيضًا باسم "جهاز التشتت الإشعاعي"، وتعد من أسلحة الدمار الشامل، حيث تتكون من متفجرات مُلحقة بمواد مشعة يمكن أن تنتشر على مساحة واسعة، وتلوث الأرض وتشكل خطرًا إشعاعيًا طويل المدى لأي شخص متواجد في محيطها، ويمكن مقارنة الضرر الناجم عن القنبلة "القذرة" بعواقب الكوارث التي حدثت في بعض محطات الطاقة النووية، منها على سبيل المثال محطة تشرنوبيل، بحسب تصريحات أدلى بها الخبير العسكري فسطنطين سيفكوف، نقلت عنه شبكة روسيا اليوم الإخبارية.

سلاح إرهابي لايهدف للتدمير

تُنسّب القُنبلة القذرة إلى تصنيف "الأسلحة الإرهابية"، وليست القتالية، حيث تنتج موجة انفجار أصغر من الموجة التي تنتج عن السلاح النووي، ويعمل الإشعاع الناتج عنها ببطء، مما يُمّكنه من قتل عدد كبير من البشر دون أن يلاحظه أحد، ولا تعد القنبلة القذرة "قنبلة"، بالمعنى التقليدي، فرغم المسمى إلا أن الهدف منها ليس تدمير مساحة أو مكان محدد، وإنما جعله لا يصلح للعيش، ومن جهة التركيب، تتناسب مع توصيفها البعيد عن كونها قنبلة أيضًا، فقد تكون في شكل حاوية مواد مشعة تركت في مكان عام، أو غبار تنثره طائرة فوق مدينة. 

وسيلة للهجوم النفسي

يكمن الخطر الذي تشكله "القنبلة القذرة" على حياة الإنسان بشكل أساسي، في القوة الهائلة للانفجار الذي يمكن أن يلوث مناطق جغرافية كبيرة، إلى جانب ما تتركه من أثر، قد يجعل المناطق التي تستهدفها غير صالحة للسكن، علاوة على زيادة خطر الإصابة بالسرطان، والأمراض الأخرى المرتبطة بالإشعاع، وهو سبب أثبت وجاهة تعريف وزارة الأمن الداخلي الأمريكية لها على أنها ليست سلاحًا إشعاعيا بقدر ما هي وسيلة لـ"الهجوم النفسي".

3 سيناريوهات لاستخدام "القنبلة القذرة"

حدد خبير عسكري روسي، ثلاثة طرق لاستخدام القنبلة القذرة في صيغة الاستفزاز بين دولتين متصارعتين هي:

1- إطلاق "القنبلة القذرة" في شكل قذيفة مُحمّلة بمادة مُشعة، مع شحنة طاردة، تنتشر على مساحة كبيرة بمجرد الانفجار.

2- تحميلها على صاروخ بعيد المدى، بهدف ضرب نفايات محطات طاقة نووية فيحدث الإشعاع وينتشر.

3- يمكن من خلالها نشر المواد النووية باستخدام الطائرات.

لماذا القنابل القذرة مثيرة للجدل؟

حتى الآن لا توجد معاهدة تحظر القنابل القذرة، إلا أنه من المحتمل أن يُعتبر استخدامها غير قانوني، بسبب المخاطر التي يتعرض لها المدنيون جراء استخدامها في الصراعات، ويندرج الحظر أيضًا في إطار معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، التي تسعى إلى تقليل خطر التعرض للإشعاع للمدنيين.

على صعيد الصراع الروسي الأوكراني فإن لجوء أحد الأطراف لهذه الوسيلة الخطرة، قد يلحق إضرارًا بالسمعة مقابل فوائد محدود في ميدان المعركة.

لم تستخدم من قبل  

 بحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية، "بي بي سي"، لم يكن هناك أي هجوم ناجح بالقنابل القذرة في أي مكان بالعالم، حتى الآن، رغم وجود بعض المحاولات، ففي عام 1996، زرع مقاتلون من الشيشان قنبلة تحتوي على "الديناميت" و"سيزيوم 137" في حديقة "إزمايلوفو" بموسكو، حيث حصلوا على "سيزيوم 137" من معدات خاصة بعلاج السرطان، لكن الأجهزة الأمنية الروسية اكتشفت موقعها ونُزع فتيلها، وفي عام 1998، عثر جهاز المخابرات الشيشاني على قنبلة قذرة، كانت موضوعة بالقرب من خط سكك حديدية، وأبطل مفعولها، بينما أُلقي القبض على خوسيه باديلا، في عام 2002، وهو مواطن أمريكي كان على اتصال مع تنظيم "القاعدة"، في مدينة شيكاغو، بالولايات المتحدة، للاشتباه في تخطيطه لهجوم بقنبلة قذرة، وحكم عليه بالسجن 21 عامًا.