الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الفنانة الكويتية حياة الفهد: أحلم بعمل فني عربي مشترك يتناول قضايانا المصيرية (حوار)

  • Share :
post-title
حياة الفهد

Alqahera News - نورا سمير

أنافس بمسلسل "قرة عينك" في رمضان المقبل

أحضّر لفيلم سينمائي.. وأرفض تجسيد قصة حياتي

ناقشتُ قضايا ذوي الهمم والصعاب التي تواجه المرأة المُطلقة في أعمالي

تشغلني حاليًا قضية "رعاية الطفل"

مررتُ بلحظات سعادة وحزن في مشواري الفني

الدراما الخليجية تعاني غيابَ النص

لا أحب مواقع التواصل بسبب السلبيات والموضوعات غير اللائقة

انفصلتُ عن زوجي بعد أن أجبرني على ترك الفن

قطعت مشوارًا طويلًا بين عوالم متعددة من الفنون في المسرح والتليفزيون والسينما وكتابة الخواطر والشعر أيضًا، إذ تتمتع الممثلة الكويتية حياة الفهد بمواهب كثيرة، وبدأت التمثيل في مقتبل عمرها، وأولى خطوة لها في عالم الفن كانت من خلال خشبة المسرح، ليمنحها جمهورها والنقاد ألقابًا عدة منها عملاقة الفن العربي، وسيدة الشاشة الخليجية، وعميدة الدراما الخليجية، وأم المسرح.

وكشفت حياة الفهد، في حوارها لموقع "القاهرة الإخبارية"، عددًا من أسرار وكواليس مشوارها الفني، والنجوم الذين تدين لهم بالفضل، وأقرب الأدوار إلى قلبها وأحدث أعمالها المقبلة.

تحضرين لمسلسل تليفزيوني جديد يحمل عنوان "قرة عينك".. ماذا عن تفاصيله؟

حين يعرض عليّ عمل لا أقرأ الدور الذي أجسده فقط بل القصة كاملةً، لكي أفهم علاقتي بطاقم العمل، وأناقش المخرج والمؤلف، وأتدخل إذا لزم الأمر في تغيير شيء في النص، ومنهم مَن يطلب مساعدتي في التدخل في إطار من التعاون الفني.

وفي مسلسل "قرة عينك" انتهينا من مرحلة التحضير، والمسلسل بات جاهزًا حاليًا للتصوير، وهو عمل جديد ومختلف، مأخوذ عن قصة واقعية حدثت في الولايات المتحدة الأمريكية، لرجل حُكم عليه بالسجن فترة طويلة لكن في النهاية ظهرت براءته، ويشارك في بطولته مجموعة كبيرة من نجوم الفن، سيعلن أسماؤهم قريبًا، ومن المقرر عرض العمل في شهر رمضان المقبل، وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور.

كما أن لدي عروضًا فنية عديدة حاليًا أقرأها وأدرسها لاختيار الأنسب، ويوجد لدي فيلم مشاركةً مع محمد المنصوري، لكن لن أستطيع التحدث عنه إلا بعد الانتهاء من كتابته.

ما أبرز الصعوبات التي تواجهكِ في اختيار أعمالكِ الفنية؟

في الفترة الأخيرة أجدُ صعوبة في العمل خارج البلاد لظروف صحية، خاصة أنني لا أحب الابتعاد عن أولادي وأحفادي؛ فهذا يمكن أن يؤثر في حالتي النفسية بالسلب.

ما بين التمثيل في المسرح والتليفزيون والسينما والشعر والكتابة.. إلى أي كفة تشعرين بذاتكِ أكثر؟ ولماذا؟

أميلُ إلى المسرح كثيرًا وأعشقه، ولكن للأسف في هذا العمر الأمر أصبح صعبًا، والجمهور بالكويت فَقد الرغبة في الإقبال على المسرح، خصوصًا أن المسرح التجاري الهابط طغى كثيرًا.

هل لهذا السبب ذكرتِ من قبل أن العمل الفني يجب أن يتضمن رسالة؟

الفن يحمل رسائل كثيرة منها هادفة وموجهة، وأخرى إنسانية لقضايا ربما الكثير من الجمهور لا يعرف عنها شيئًا، فحين نتناول قضية مثل "ذوي الهمم" كثير من المجتمع لا يعلم شيئًا عن معاناتهم وما يواجه أسرهم، أو أن نتناول قضية المرأة المُطلّقة والمصاعب التي تواجهها في المعيشة، ونلفت بهذا التناول نظر المجتمع إلى ما يعانونه لمعالجة مشكلاته.

وفي الأعمال الكوميدية توجد رسائل هادفة، ولكن أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مصدرًا لنشر السموم، والأفكار السلبية خاصة الرسائل الموجهة ممن يطلقون على أنفسهم "فاشونيستا" التي توحي للبنات بأعمال بلا هدف، وتدعو لهدم البيت، وكثير من البنات دُمرت حياتهن وفُككت الأسر.

هل لذلك لا تميلين لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي؟

مواقع التواصل أصبحت مكانًا للتحدث عن أي حدث بشكل سلبي، ولا أحب متابعة السلبيات التي تحدث والموضوعات غير اللائقة وغير المفهومة، لذا لا أميل إليها، وليس لدي وقت لهذا، ولا يوجد لدي إلا حساب رسمي على إنستجرام.

ما الرسالة التي تريدين تقديمها من خلال أدواركِ؟

القضية التي تشغلني حاليًا هي "رعاية الطفل"، لأننا في زمن سيئ انشغل فيه الأهالي عن أطفالهم بسبب انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وانشغال أفراد الأسرة بعملهم وإهمالهم أطفالهم لدرجة أنهم لا يعرفون متطلباتهم وأولوياتهم، بالإضافة إلى انتشار المخدرات بشكل مرعب، وأصبحت المدارس غير آمنة، وهذه هي القضية التي يستحق الالتفات لها.

كانتِ لديك تجربة في الإذاعة الكويتية كمذيعة حدثينا عنها، ولماذا لم تستمري؟

هذه التجربة فُرضت عليّ بسبب زوجي الذي أجبرني على الامتناع عن مجال الفن، بينما هوايتي الأساسية هي الفن والتمثيل، ما تسبب في خلافات بيننا، وقررنا على إثرها الانفصال، وتركتُ الإذاعة ثم عُدتُ إلى مجال الفن.

بعد مشوار فني حافل بعدد من الأدوار، ما الشخصية التي تتمنين تجسيدها؟

جسدتُ تقريبًا كل الشخصيات ومختلف الأنماط، وأكثر الشخصيات التي أحبها وجسدتها الزوجة، الأم، الأخت، الجدة، كما قدّمتُ أعمالًا درامي، وحزينة وكوميدية، ولا يوجد حاليًا دور بعينه أتمنى تجسيده، ولكنني أميل إلى الأدوار الإنسانية، وأحب أن أعيش هذه اللحظات في العمل الدرامي.

لماذا ترفضين تجسيد سيرتك الذاتية في عمل فني أو أدبي؟

طلب مني الكثيرون نشر كتب عن سيرتي الذاتية، ولكنني رفضت، لأن لكل إنسان في حياته خطوط لا يحب أن يعرف عنها أحد، ولكي تُجسد قصة حياتي يجب أن أكون صادقة في كل التفاصيل ليكون له معنى، ولكننا في النهاية مجتمع شرقي، ولا نحب مثل هذه الأمور.

هذا على المستوى الشخصي.. لكن كيف تصفين مشوارك الفني؟

مررتُ بتقلبات كثيرة في مشواري الفني الطويل، بين لحظات حزينة ومتعبة، وأخرى سعيدة، ولكن توّج مشواري الفني بعدد من الجوائز وشهادات التقدير من دول عربية خليجية كثيرة، وحصلتُ على نتائج مُرضية لمشواري الفني الطويل.

وأدين بالفضل لله سبحانه وتعالى الذي منحني هذه المواهب المختلفة والعديدة من تمثيل وتأليف وكتابة الشعر والخواطر وكتابة النصوص التليفزيونية وعمل مسرحي واحد، و3 أفلام طويلة درامية، والفضل لوالدتي وأستاذي الراحل صقر الرشود الذي علّمني خطواتي الأولى في المسرح وساعدني في الوقوف على خشبة المسرح، وكان عمري وقتها 13 عامًا، وأتذكر أنني كنت خجولة وخائفة جدًا، ولكن أستاذي علمني كل خطوة وحركة في المسرح.

ما الدور الأقرب إلى قلبكِ في أعمالكِ؟

كل أدواري تُعد الأقرب إلى قلبي، ولكن توجد بعض الأعمال استلهمتها من واقع قريب لي، مثل قصة نساء أعرفهن جيدًا، وأضفت وغيّرت بعض الأحداث وأسماء الشخصيات لكي أتجنب المباشرة، وهذه الأدوار كتبتها ومثّلتها بحُب كبير، لذا تُعد الأقرب لقلبي.

ذكرتِ من قبل أن الفنان الكويتي لم يعد محل تقدير لماذا؟

لم أذكر أن الفنان الكويتي لم يعد محل تقدير في المجمل، ولكن كان الأمر يرجع لوزارة الإعلام لدينا وقتها، فمرّت علينا أوقات كانت الأبواب مغلقة في وجه الفنان الكويتي بسبب قلة الإنتاج أو ميزانيته، ولكن الآن تغيرت الصورة، وأصبح لدينا وزير للإعلام يتفهم مشكلات الفنانين، ويفتح جميع الأبواب أمامهم.

وجدناكِ في دور مختلف بعيدًا عن الكوميديا في مسلسل "سنوات الجريش" لماذا تحمستِ لهذه التجربة؟

قصة "سنوات الجريش" حقيقية حدثت في السعودية، وتوجد كتب موجودة في الأسواق تناولت هذا الموضوع، لذا تحمستُ لهذا العمل الواقعي والتراثي، وأعشق التراث، والدور الذي جسّدته مختلف، فهو لأم تنتظر عودة ابنها الغائب.

هل تعتزمين تكرار تجربة أداء هذه الأدوار؟ أم أنكِ تميلين إلى الكوميديا؟

الكوميديا ليست هدفي الأول، وإن كنت أشتاق أحيانًا إلى دور كوميدي، ولكنني أعشق الأعمال الدرامية والتراجيدية وأعشق الأعمال التراثية، التي تكون أجواؤها مشابهة للريف المصري في الأماكن والبيوت والعادات.

هل تفكرين في تقديم عمل درامي خارج حدود بلدك؟

جميع أعمالي يشارك فيها فنانون عرب من جنسيات مختلفة، وعلى سبيل المثال من مصر الفنانة هبة الدري وعبير الجندي من أفضل الممثلات المصريات في الكويت، كما أن هناك فنانين من إيران يجيدون اللهجة الكويتية في أعمالي، وأمنيتي أن يكون هناك عمل فني عربي مشترك يتناول قضايانا المصيرية، ويتناول ما مررنا به من ظروف وغزوات وحروب.

في مشواركِ الفني أنت قليلة الحضور في الأفلام السينمائية.. لماذا؟

أنا أكثر فنانة خليجية لها أفلام، فلدي 3 أفلام طويلة، وتكريمي عن فيلم "بس يا بحر" الذي حصل على 9 جوائز عالمية، وفيلم "نجد" حصل على جوائز عديدة في السعودية.

ما تقييمكِ للإنتاج السينمائي العربي حاليًا؟

السينما العربية تأثرت بالأزمات الاقتصادية، كما تعاني ندرة المؤلفين الموهوبين، فهناك قلة في الأعمال وصعوبة في الاختيار، فلا أرى أعمالًا نقول عنها إنها في مستوى عالٍ.

ماذا عن الدراما الخليجية حاليًا؟

الدراما الخليجية تعاني ركودًا وندرة في النصوص، ولا يُنظر للفن حاليًا بنظرة احترام بسبب عمليات التجميل للرجال والسيدات التي انتشرت مؤخرًا، وأسهمت في محو الملامح الطبيعية للوجه، فالفنان يجب ألا يخضع لعمليات تجميل، لأن كل مرحلة في عمره يحتاج الفن له، كما أن الحروب في الدول الأوروبية لها تأثير في الدول العربية والخليجية.

تعرضتِ للشائعات كيف تتعاملين معها في حياتكِ؟

في البداية كنت أغضب كثيرًا، خاصة تجاه الشائعات المرتبطة بالوفاة، وأتذكر موقفًا حدث لي، فلم أكن موجودة في المنزل وهاتفي الخاص كان مغلقًا، وانتشرت شائعة وفاتي، وحاولت بناتي الوصول إليّ للاطمئنان عليّ، وعندما فتحت الهاتف تلقيتُ رسائل كثيرة حول هذه الشائعة، وتكرر الأمر مع أكثر من فنان، وهو ما يثير الغضب بشدة، لأن هناك بعض الأشخاص يترصدون للفنان ويتصيدون الأخطاء.