الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رسائل الرئيس.. ماذا يُقدم "تحالف الجمعيات الأهلية" لسكان مصر؟

  • Share :
post-title
مداخلة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي

Alqahera News - نورا فايد

للتخفيف من وطأة الأزمة الاقتصادية العالمية الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية، وقبلها جائحة كورونا وما تركته من تداعيات سلبية على اقتصاديات دول العالم أجمع؛ وضعت الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" المواطنين الأولى بالرعاية نُصب أعينها، بالعمل على تكثيف الجهود كافة لتوفير جميع الاحتياجات اللازمة لهذه الأسر، بما يضمن تحسين أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية، وبالتركيز على منح الفرصة لمنظمات "المجتمع الأهلي" بالقيام بهذا الدور جنبًا إلى جنب مع مؤسسات الدولة لتعزيز التكامل والتعاون المشترك، بما يسهم في تحقيق تطلعات المواطنين كافة في فترة زمنية قصيرة، وهو ما يفسر سبب تدشين "التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي" وفقًا لميثاق وقّع في مارس الماضي، تزامنًا مع إعلان الرئيس "السيسي" خلال حفل ختام النسخة الرابعة لمنتدى شباب العالم؛ عام 2022 عامًا للمجتمع المدني.

رسائل القيادة المصرية:

في ظل استمرار دعم القيادة المصرية للعمل الأهلي المصري، شارك الرئيس "السيسي" في 9 يناير الجاري بالمؤتمر الأول "للتحالف الوطني للعمل الأهلي"، وأكد خلال كلمته بالمؤتمر على عدة عناصر، أولها، أهمية الدور الذي تقوم بها الجمعيات والمؤسسات العاملة في المجالات التنموية والخدمية، خاصة التي تقدم مختلف الخدمات والمساعدات التي لا تستطيع الحكومة وحدها الوفاء بها بالكفاءة نفسها، مشيرًا إلى وجود أكثر من 50 ألف جمعية في مصر، وثانيها، الإشادة بالنتائج الجيدة التي حققها التحالف بمختلف كياناته خلال العام الماضي، أما العنصر الثالث، فشمل دعوة الرئيس المصري لقادة التحالف، بإعطاء أولوية للزراعة في مبادراتهم المقبلة، وتكثيف جهودهم خلال العام 2023 لمواجهة الأزمات الصعبة التي يشهدها العالم أجمع.

وتجدر الإشارة إلى أن مشاركة الرئيس "السيسي" في فعاليات المؤتمر الأول للتحالف، وإشادته وتشجيعه لكيانات التحالف الأهلي، إنما يؤكد على رغبة القيادة المصرية المستمرة في دعم أي كيان يكون هدفه الأساسي خدمة المواطن المصري، خاصة الأشخاص الأولى بالرعاية، وفي الوقت ذاته، فإن "السيسي" يرغب من خلال حضوره إيصال رسالة للجمعيات الأهلية، مفادها أن عليهم مسؤولية مجتمعية لا تقل أهمية عما تقوم به مؤسسات الدولة المعنية، وأن عليهم التعاون بجدية واستمرارية حتى تستطيع مصر مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية الراهنة، وبالتالي رفع العبء عن كاهل المواطن المصري، هذا بالإضافة لتعزيز الشراكة بين التحالف والمؤسسات الوطنية المعنية بخدمة المواطن البسيط.

على الجانب الآخر، بدأ المؤتمر الأول للتحالف بعرض فيلم تسجيلي به كلمة للدكتورة الراحلة "أنيسة حسونة"، كشف عن تقديم التحالف منذ انطلاقه معاشات شهرية لأكثر من 600 ألف أسرة، من خلال قوافله الخيرية أبزرها "ستر وعافية"، كما أعلنت أمين سر مجلس أمناء التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي الدكتورة "نهى طلعت"، أن التحالف وصل لنحو 30 مليون مواطن مصري، بفضل قاعدة بيانات إلكترونية، كان عليها نحو 37.4 مليون مواطن من الأكثر استحقاقًا، وذلك وفقًا لقولها.

الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي
أهداف تأسيس التحالف:

وفقًا للرسائل التي أكدها الرئيس عبدالفتاح السيسي في حديثه خلال فعاليات مؤتمر التحالف الوطني للعمل الأهلي المصري، بالإضافة إلى ما تم رصده في الشارع المصري منذ الإعلان عن هذا الكيان، يمكن رصد أهداف تأسيس التحالف على النحو التالي:

(*) توحيد جميع المؤسسات الداعمة للتنمية: وفق هذه الرؤية انطلق "التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي" تحت شعار "التطوع مسؤولية وطنية"، وكانت بدايته في 28 فبراير الماضي بعقد سلسلة من اللقاءات التحضيرية مع مختلف منظمات المجتمع المدني في الغرفة المركزية لحياة كريمة، بعدها تم التوقيع على ميثاق عمل التحالف في 13 مارس 2022، بمشاركة كبرى مؤسسات العمل الأهلي والتنموي العاملة في مصر، إذ يضم التحالف 24 جمعية ومؤسسة أهلية، وكيانات تعمل في مختلف المجالات التنموية والخدمية، هدفه الرئيسي، الاستجابة للرؤية الرئاسية القائمة على ضرورة توحيد جميع الكيانات والمؤسسات الداعمة للتنمية تحت مظلة واحدة لتقديم الرعاية اللازمة للأسر الأولى بالرعاية في جميع مدن وقرى ومحافظات مصر خاصة الأشد احتياجًا، وهو ما وصفه عدد من المراقبين بأنه "خطوة فريدة"، ستسهم في توحيد جميع مؤسسات المجتمع المدني.

ومن أبرز المؤسسات التي يضمها التحالف الوطني، كل من "الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية ومؤسسة حياة كريمة ومؤسسة بيت الزكاة والصدقات المصري ومؤسسة الجود الخيرية وجمعية الأورمان، ومؤسسة صنّاع الخير، وبنك الطعام المصري ومؤسسة مصر الخير ومؤسسة مجدي يعقوب والمعهد القومي للأورام بكل فروعه والهيئة القبطية الإنجيلية ومؤسسة بهية ومؤسسة أهل مصر ومؤسسة صنّاع الحياة ومؤسسة راعي مصر وجمعية رسالة وجمعية الباقيات الصالحات وجمعية رعاية مرضى الكبد ومستشفيات جامعة القاهرة"، وغيرها من الكيانات التنموية والخدمية.

أبرز المؤسسات التي يضمها التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي

(*) تقديم مشروعات متنوعة وفق رؤى استراتيجية: تقوم رؤية التحالف الذي يعمل في ضوء التنفيذ الفعّال لقانون تنظيم العمل الأهلي رقم 149 لسنة 2019، على العمل وفق أربعة محاور رئيسية، هي: تحقيق أهداف التنمية المستدامة، واستراتيجية مصر 2030، والمبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، وتفعيل الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، والهدف الرئيسي من هذه المحاور الثلاثة هو "المواطن المصري" بما يضمن تحسين مستوي معيشته في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وفقًا لمبادئ "التنمية المستدامة الشاملة"، سواء بتقديم جميع الخدمات الأساسية له، أو دعمه بالوسائل اللازمة لتقويته ودفعه للمساهمة في جميع الأنشطة حتي يصبح "عنصرًا فعالًا ومنتجًا" في المجتمع.

(*) الاعتماد على موازنة كيانات التحالف الوطني: تنفذ الخدمات والمشروعات التنموية بالاعتماد على مصادر تمويل ذاتية من ميزانية المؤسسات والجمعيات الشريكة فى التحالف، كل طبقًا لخطة عمله السنوية، ففي بداية تدشين التحالف تم ضخ مبلغ يصل لـ1.1 مليار جنيه فى صورة مشروعات متنوعة تستهدف شريحة كبيرة من المواطنين بجميع محافظات مصر، كما وضع التحالف "خطة عمل متكاملة" تسير مع "خطة الحكومة التنموية"، وركز على ضمان تغطية 20% (نحو 5 ملايين أسرة) من الأسر الأكثر احتياجًا، وتقديم دعم نقدي لـ600 ألف أسرة شهريًا، بتمويل ذاتي كامل من ميزانيات المؤسسات الأعضاء.

تأثيرات متعددة:
الرئيس السيسي أثناء وصول مؤتمر التحالف الوطني للعمل الأهلي

في إطار ما تقدم، فقد لوحظ مدى التأثير الذي أحدثه التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي منذ تدشينه وحتى الوقت الحالي، سواء من خلال المبادرات، والفعاليات أو القوافل الخيرية التي كانت تجوب مختلف المحافظات المصرية من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، وهو ما يمكن توضيحه على النحو التالي:

(#) تقديم مختلف وسائل الدعم لصعيد مصر: ركّزت مؤسسات التحالف بشكل خاص على تقديم جميع سُبل الدعم، سواء المادي أو العيني، لمحافظات صعيد مصر، وخاصة في القرى الأكثر احتياجًا، والأسر الأولى بالرعاية، وذلك من خلال قوافل تجوب تلك المحافظات تحت شعار "قطار الخير"، جاء من أبرزها قوافل "ستر وعافية " التي نفذها التحالف استجابة لتوجيهات الرئيس "السيسي" في العديد من المحافظات المصرية، نال الصعيد الجز الأكبر منها، إذ انطلقت أول قافلة بعدة قري في محافظة سوهاج، واختتمت قافلة "ستر وعافية" في مرحلتها الـ16 أيضًا بالمحافظة ذاتها في أواخر ديسمبر الماضي، بمشاركة أكثر من 15 كيانًا من كيانات التحالف الوطني، وبمساعدة ما يزيد على 100 ألف و60 مستفيدًا من المحافظة الواقعة في صعيد مصر، وحلّت القافلة الخيرية أيضًا في قرية البليدة مركز العياط بمحافظة الجيزة، والقافلتان التاسعة والعاشرة تم تنفيذهما بقريتي الطويرات ودندرة بمحافظة قنا لأكثر من 20 ألف مواطن، والمرحلتان الثانية عشرة والثالثة عشرة بقريتي سلوا والرغامة البلد بأسوان، إضافة إلى قرية الفارسية بمركز إسنا فى محافظة الأقصر بإعادة إعمار 30 منزلًا بالقرية لتصبح منازل سكن كريم؛ وقدمت هذه القافلة في مرحلتها الـ16 حتى الآن، خدمات متنوعة طبية، تنموية، توعوية وأيضًا ترفيهية.

إنجازات «حياة كريمة» بعدد من القرى والمحافظات

(#) إطلاق مبادرات اجتماعية لدعم المواطنين: ركز التحالف الوطني، منذ تدشينه على إطلاق العديد من المبادرات الاجتماعية التي تلبي احتياجات المواطنين، بما يسهم في تحسين أوضاعهم الاقتصادية ووالنهوض بمستوى المعيشة، ففي أكتوبر الماضي، وبالتزامن مع احتفالات المولد النبوي الشريف وذكرى نصر أكتوبر؛ أعلن التحالف بجميع مؤسساته وأعضائه عن إطلاق مبادرة "المولد النبوي الشريف" بتكلفة إجمالية بلغت نحو 215 مليون جنيه، وعلى سبيل المثال لا الحصر، أضاف "بيت الزكاة والصدقات المصري" 600 جنيه للمرتب الشهري لـ 110 آلاف أسرة بتكلفة إجمالية بلغت نحو 66 مليون جنيه، بينما وزعت "جمعية الأورمان" 1300 طن لحوم على مليون أسرة بتكلفة 130 مليون جنيه، وفي الوقت ذاته، وزعت "مؤسسة أبو العينين" حلوى المولد النبوي الشريف على 120 ألف أسرة مستحقة بمحافظة الجيزة ومحافظات الصعيد بتكلفة ١٢ مليون جنيه، وصارت باقي مؤسسات التحالف على هذا النهج.

إضافة لذلك، قدمت بعض كيانات التحالف خلال شهر رمضان السابق مساعدات تُقدر بقيمة 2 مليار جنيه لخدمة 80 مليون مواطن، كما توجد مبادرة "وصل الخير" التي قدمت وفقًا لما أعلنه أعضاء التحالف أواخر يوليو الماضي دعمًا شهريًا منتظمًا لـ400 ألف أسرة من الأسر الأكثر احتياجًا، بتكلفة إجمالية تبلغ نحو 2.4 مليار جنيه لمدة عام، وخدمة ورعاية نحو 5 ملايين أسرة خلال 2022.

(#) تقديم مختلف وسائل الدعم لـ"ذوي الهمم والقدرات الخاصة": ركّز التحالف الوطني، أيضًا على دعم جميع المواطنين من ذوي الهمم أصحاب القدرات الخاصة، وتقديم المساعدات اللازمة لهم، سواء بتوفير فرص العمل المناسبة، أو تقديم الأدوات المناسبة لمساعدتهم على المشاركة بسهولة في العملية التعليمية، فعلى سبيل المثال قدمت "جمعية الأورمان" عضو التحالف الوطني في أكتوبر الماضي،77 جهاز لاب توب لطلاب جامعة الأزهر بأسيوط وجامعة أسيوط العامة من الطلاب ذوي الهمم، وفي سبتمبر الماضي، أطلقت الجمعية ذاتها، مبادرة خاصة بذوي الهمم تتمثل في توفير مشروعات مختلفة لدعم ذوي الهمم من مواطني محافظة الأقصر في سابقة هي الأولى من نوعها للقضاء على البطالة داخل المحافظة الواقعة في صعيد مصر.

الرئيس السيسي يكرم عددا من المتفوقين من ذوي الاحتياجات الخاصة

(#) توفير الرعاية الصحية والمساعدات الطبية: بجانب المساعدات الاجتماعية، ركّزت كيانات التحالف على تقديم مختلف وسائل الدعم الطبي للمواطنين الأكثر احتياجًا سواء بمساعدات مادية أو بمبادرات توعوية عن كيفية التعامل مع مرض بعينه، فعلى سبيل المثال، نفذت مؤسسة «صناع الخير» عضو التحالف الوطني، عدة قوافل طبية لتقديم الرعاية الصحية للمواطنين، كان من أبرزها قوافل خاصة بالعيون، بجانب مبادرة "قدم صحيح" لعلاج القدم السكري، إضافة لتوزيع بعض المنتجات العينية والمادية، وفي أواخر نوفمبر الماضي، أعلنت مديرية التضامن الاجتماعي بكفر الشيخ بالتعاون مع مكتب مشروعات الأورمان عن تنظيم قافلة طبية للكشف الطبي على المرضى غير القادرين بعدة قرى بمحافظة كفر الشيخ.

(#) تقديم مختلف المساعدات الاجتماعية: نالت المساعدات التالي ذكرها النصيب الأكبر من دعم مؤسسات التحالف، والتى تضم " تقديم الدعم النقدي والدعم الغذائي والإمداد بالمستلزمات الدراسية، والمشاركة في تيسير زواج للفئات الأولى بالرعاية وتقديم دعم لتدشين مشروعات صغيرة، خاصة لتطوير الريف المصري" وغيرها، فعلى سبيل المثال، قدمت مؤسسة العربي لتنمية المجتمع (عضو التحالف الوطني) في منتصف أكتوبر الماضي فعاليات لتجهيز الفتيات المقبلات على الزواج في محافظتي الإسكندرية والغربية، وسلمتهن مختلف الأجهزة الكهربائية في احتفالية كبيرة، للتخفيف من أعبائهن وتسهيل عملية "الزواج".

تأسيسًا على ما سبق، يمكن القول إن التحالف الوطني للعمل الأهلي لم يكتف بوسائل الدعم هذه ولم يكتف أيضًا بالمؤسسات المشاركة به، بل يعمل بشكل متواصل على تكثيف مختلف وسائل الدعم، وفي الوقت ذاته يعقد شراكات مع كيانات ومؤسسات مجتمع مدني جديدة للانضمام إلى التحالف، حتى يسهل تحقيق عملية التمكين الاجتماعي والاقتصادي، بما ينعكس بشكل إيجابي على مستوى معيشة الفئات الأولى بالرعاية بشكل مستدام تنفيذًا لخططه التنموية لعام 2023، وهو ما أثبت في نهاية الأمر أن "المجتمع الأهلي" بما يقدمه من خدمات في مختلف أرجاء الجمهورية، هو الذراع اليمنى للحكومة المصرية، التي لا تتوقف إما عن دعمه بمختلف الوسائل أو الإشادة بما يقدمه لحرصه على تقديم المزيد والمزيد لأهل مصر.