الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

91 عاما على ميلاده.. محمد عوض فيلسوف الكوميديا وعاشق المسرح

  • Share :
post-title
الفنان محمد عوض

Alqahera News - إيمان بسطاوي

بخفة ظل كوميدية لا تختلف كثيرًا عن شخصيته بالواقع، كان الفنان المصري الراحل محمد عوض، قادرًا على رسم الابتسامة على وجه مَن حوله، ليقتنص لقب "فيلسوف الكوميديا" وصنع طريقة ميزته عن غيره وضمنت له البقاء في قلوب جمهوره رغم الرحيل.

قبل 91 عامًا ولد محمد عوض، إذ تحل ذكرى ميلاده في مثل هذا اليوم 12 يونيو 1932، ليمضي في طريق الفن باحثًا عن موضع قدم وسط عمالقة الكوميديا فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي وغيرهما، لكنه استطاع أن يصنع أسلوبًا متفردًا له في الأداء بدون أي تكلف ورسم الابتسامة ووصل المعلومة بتعبيرات وجه تأخذك لعالمه الذي صنعه لنفسه.

عشق محمد عوض مسرح نجيب الريحاني، وكان يعتبر نفسه واحدًا من أبنائه، ما دفعه لتكوين فرقة تمثيل في مرحلة الجامعة، حيث كان يدرس في كلية الآداب جامعة عين شمس، وأعاد من خلال هذه الفرقة تمثيل أدوار للريحاني، حتى جاءت له الفرصة للالتحاق بالفرقة ويكون أحد أعضائها لمدة 4 سنوات.

"الجمهور هو القاضي الكبير والحكم الأخير"، وضع محمد عوض هذه القاعدة نصب عينيه في تقديمه أي عمل للجمهور، لدرجة أنه يؤكد أن أي مشهد لا يضحك الجمهور يقوم بحذفه، في حين يلجأ بتطويل مدة مشاهد أخرى نالت إعجاب المشاهدين.

كانت المرحلة الأولى من حياة محمد عوض بمثابة تكوين لشخصيته الفنية، قدم أدوارًا صغيرة كهاوٍ على خشبة المسرح حتى جاءت انطلاقته القوية من خلال مسرحية "جولفدان هانم" التي مثلت أول بطولة له بمسرح التلفزيون، لتنقله إلى مرحلة جديدة في حياته الفنية ويتصدر بعدها بطولات كثيرة.

رغم اعتزاز محمد عوض بمسرحية "جولفدان هانم" لدرجة دفعته لتسمية نجله الأصغر "عاطف" على اسم بطل المسرحية، إلا أنه كشف أنه اعتذر عن المسرحية في بداية الأمر ليلعب القدر دوره في تقديمها وتكون سببًا في شهرته وتوالى الأعمال عليه، فاستعاد "عوض" ذكرياته معها ليقول عنها في برنامج تلفزيوني: "كانت لي ذكريات كثيرة بمسرحية "جولفدان هانم"، عملت في بداية الأمر في عدة فرق مسرحية منها فرقة "ساعة لقلبك" للمنوعات، ثم فرقة نجيب الريحاني لمدة 4 سنوات، ثم انتقلت لفرقة "ساعة لقلبك" المسرحية مرة أخرى حتى توقفها، وكنت وقتها لا أعمل، ووجدت الفنان عبد المنعم مدبولي – وكان مخرج العرض وقتها- اقترح عليَّ المشاركة بالمسرحية وبالفعل قرأتها لكنها لم تنل إعجابي لصغر مساحة الدور، ولكن عبد المنعم أقنعني بالمسرحية مع إضافة تفاصيل للشخصية بالاتفاق مع مؤلف العرض، ومع استمرار تقديمها نجحت وكانت "وجه السعد" ودفعتني لتقديم بطولات كثيرة فأنا أعتز بها لدرجة أنني سميت ابني عاطف".

فيلم "اخو البنات"

لافتة مكتوب عليها "أنا عاطف الأشموني مؤلف الجنة البائسة" التي رددها محمد عوض في مسرحية "جولفدان هانم" بحسه الفكاهي، كانت كفيلة بإصابة الجمهور بنوبة ضحك تهز قاعة المسرح، رغم أن المشهد يبدو مضحكًا لكنه يحمل في طياته مرارة لاذعة، ويقول "عوض" في لقاء تلفزيوني: "رغم ضحك الجمهور على مسرحية "جولفدان هانم" لكنها كانت تحمل مضمونًا قويًا وهو الظلم الذي يتعرض له بطل العرض "عاطف" وحقه المهضوم رغم موهبته، وتدور أحداثها حول شراء مسرحية من المؤلف "عاطف الأشموني" وكتابتها باسم شخص آخر، وبعد نجاح منقطع النظير للعرض، يحاول المؤلف أن يخبر الجميع بالحقيقة وأنه صاحب المسرحية لكنه يواجه اعتراضات ممن استولوا على حقه".

رغم بساطة ما كان يتقاضاه محمد عوض في المسرح في بداية حياته، الذي بلغ سبعين قرشًا بعد إضافة بدل السفر، لكنه عشق المسرح، وظل مخلصًا له حتى وفاته، فقضى 41 عامًا في خدمته خلال الفترة من 1956 حتى 1997، كان يدفع من أمواله الخاصة لتقديم عروضه والسفر بها للمحافظات، وبلغ رصيده المسرحي أكثر من 30 عرضًا مسرحيًا.

"أعتبر نفسي صناعة تلفزيونية" بهذه العبارة عبّر محمد عوض عن ارتباطه بالتلفزيون، حتى إن المسرح الذي قدمه كان يعرض على الشاشة الصغيرة، فأضاف لمشواره الفني نحو 23 مسلسلًا تلفزيونياً كان من بينها "نوادر جحا، ناس ولاد ناس، عش المجانين، شيء من الحنان، البراري والحامول، الأبواب المغلقة" وغيرها الكثير.

أولاد محمد عوض

على الرغم من اعتزاز محمد عوض بأعماله التلفزيونية إلا أن السينما كان لها النصيب الأكبر من أعماله، فقدم نحو 80 فيلمًا سينمائيًا غلبت عليها الكوميديا، ومنها "شيلني وأشيلك" و"إجازة بالعافية"، "المرأة هي المرأة"، و"الأكاذيب الثلاثة"، "بابا عاوز كده"، و"مدرسة المشاغبين" وغيرها من عشرات الأفلام الأخرى.

ثمة علاقة قوية جمعت بين ظروف عاشها "عوض" في حياته وبين أحداث فيلم "أخو البنات" الذي قدمه مع الفنانة خيرية أحمد وناهد شريف وماجدة الخطيب، فكان هذا العمل جزءًا من واقع عاشه محمد عوض في الحقيقة، بعد ما توفى والده وترك له مسؤولية شقيقاته الثلاث، فكان "أخو البنات" لقبًا حقيقيًا وليس مجرد اسم لفيلم قام ببطولته، حتى إنه كان يتمنى أن يرزق ببنت واختار لها اسم "عبير" لكن القدر حرمه من هذه النعمة وأعطى له 3 أولاد أكملوا مسيرته في مجال الفن.