لا تزال حرائق الغابات مُشتعلة في كندا، وأيضًا الأدخنة المنبعثة عنها تتجه إلى الولايات المتحدة، ولا تزال معركة الإطفاء مستمرة رغم الجهود الكبيرة والمشاركة الدولية.
ويخضع أكثر من 100 مليون شخص لتنبيهات جودة الهواء من ولاية ويسكونسن إلى فيرمونت، ونزولًا إلى ولاية كارولينا الشمالية، ويستمر الدخان المتصاعد من حرائق الغابات الكندية في الانتشار جنوبًا.
وتأثرت جودة الهواء على كلا الجانبين، ولا يزال 500 حريق مُشتعل في كندا، بعضها خارج السيطرة، ولا خيار سوى تركها مشتعلة.
ونشرت ما لا يقل عن 10 دول فرق مكافحة الحريق، لمساعدة كندا في إخماد الحرائق التي تهدد التجمعات التي سارع سكانها في الإخلاء.
ويواصل العلماء تكرار التحذيرات من وصول آثار تغير المناخ، مؤكدين أن حرائق الغابات وأعمدة الدخان السام الناتجة عنها ستصبح أكثر تواترًا.
عدم إطفاء بعض الحرائق
ومع تصاعد أعمدة الدخان من غابات كندا، قد يتساءل البعض عن سبب السماح للعديد من الحرائق بالاحتراق دون رادع.
وفي حين أن كل مقاطعة كندية تستجيب للحرائق في مناطقها بشكل مختلف، فإن لديهم جميعًا إرشادات مشتركة تؤكد أهمية إعطاء الأولوية للحرائق التي يجب إخمادها وتركها بمفردها.
وغالبًا ما تكون الحرائق الهائلة المشتعلة في المناطق النائية - مثل بعض الحرائق المشتعلة حاليًا في شمال غرب كيبيك - خارجة عن السيطرة، إذ لا يمكن فعل أي شيء حيالها.
ونقلت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، عن روبرت جراي، عالم البيئة وحرائق الغابات في كندا: "إذا كانت لديك موارد محدودة، ولديك الكثير من الحرائق، فما تفعله هو حماية الأرواح والممتلكات أولاً". "أنت تحمي الأشخاص والبنية التحتية ومستجمعات المياه، لذلك هناك نظام لتحديد الأولويات".
وأضاف: "أما إذا كانت الحرائق التي تشتعل في الغابات الخلفية، ولا تهدد أي شيء، فلا داعٍ لإطفائها على الفور".
واتفق مع جراي في الرأي، دانييل بيراكيس، خبير الإطفاء في دائرة الغابات الكندية، قائلًا: "كانت هناك دائمًا حرائق لا يكافحها فرق الإطفاء الكندية، لأن القيام بذلك مكلف، وغير مرغوب فيه بيئيًا، ونوع من العبث بالطبيعة".
وأضاف بيراكيس، أن "الأدخنة المنبعثة من الحرائق تمثل مشكلة، لكن حتى لو أردنا فعل شيء حيال ذلك، فلن يكون من الواضح حقًا كيفية القيام بذلك. فأنت تتحدث عن مناطق شاسعة لا يوجد فيها طريق للوصول، ولا توجد مجتمعات في بعض الحالات".
262 حريقًا خارج نطاق السيطرة
ومن بين 522 حريقًا مُشتعلًا حاليًا في غابات كندا، تم إدراج 262 حريقًا خارج نطاق السيطرة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك كولومبيا البريطانية وألبرتا وأونتاريو وكيبيك.
وإلى جانب البعد الجغرافي والبعد السكاني، تعد التضاريس عاملاً آخر، كما أنه يسمح بترك بعض الحرائق مُشتعلة لما تمثله من خطورة على عمال الإطفاء عند الاقتراب منها.
ويقول عالم البيئة وحرائق الغابات جراي: "هذه الحرائق كبيرة جدًا لدرجة أنك لا تستطيع حقًا وضع الناس في أي مكان بالقرب منهم، فالرياح تندفع، وتتحرك بسرعة كبيرة، ويمكن أن تبدأ أمامك ويمكنها أن تحبس أطقمًا".
ولفت جراي إلى عامل آخر، هو أن "كندا ليس لديها الكثير من موارد مكافحة الحرائق". واعترف بأن التمويل أحد العوامل التي تسهم في نقص الموارد، التي تتضح في المعركة الحالية ضد الحرائق الخارجة عن السيطرة.
وأوضح جراي أن "الحكومة لا تخصص الكثير من الأموال مقدمًا لمكافحة الحرائق، مشيرًا إلى الحاجة لتحويل التركيز إلى الوقاية من الحرائق.