الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وزيرة التجارة الأمريكية تزور الصين.. واشنطن تواصل إذابة الجليد رغم استمرار التصعيد

  • Share :
post-title
بايدن وشي جين بينج

Alqahera News - محمد سالم

رغم تصاعد التوتر الصيني الأمريكي، تتواصل الجهود لمحاولة إنشاء أرضية مشتركة وتطبيع العلاقات بينهما، بعد تدهورها لمستويات تاريخية، خلال الفترة الماضية، إذ تزور جينا رايموندو، وزيرة التجارية الأمريكية، الصين، الأسبوع المقبل، لتتواصل زيارات المسؤولين الأمريكيين إلى الصين، لإذابة الجليد وتجنب الحسابات الخاطئة.

سبق زيارة وزيرة التجارة زيارات عدة لمسؤولين أمريكيين، آخرهم جانيت يلين، وزيرة الخزانة الأمريكية، التي توجهت إلى بكين، يوليو الماضي، بهدف تحسين العلاقات بين البلدين.

تفاصيل زيارة وزيرة التجارة الأمريكية

كشفت وزارة التجارة الأمريكية، هدف زيارة رايموندو، في بيان اليوم، قالت فيه إنها تتطلع إلى إجراء مناقشات بناءة بشأن القضايا المتعلقة بالعلاقات التجارية بين البلدين، والتحديات التي تواجهها الشركات الأمريكية، ومجالات التعاون الممكنة".

وتأتي الزيارة، بعد دعوة من نظيرها الصيني وانج وينتاو، وستستند إلى اتفاق الرئيسين شي جين بينج، وجو بايدن، في بالي، العام الماضي، على تعميق التواصل بين البلدين بشأن مجموعة من القضايا.

زيارات المسؤولين الأمريكيين السابقة
جانيت يلين

في يوليو، زارت وزيرة الخزانة، العاصمة بكين، في زيارة استغرقت 4 أيام، وكان باستقبالها المسؤول في وزارة المال الصينية، يانج ينج مينج، وقبل الزيارة أعلنت أنها تهدف إلى تحسين الاتصالات بين البلدين، إضافة إلى تحسين العلاقات المتوترة بين أكبر اقتصاديين في العالم.

وكتبت يلين على "تويتر": "لقد كلف الرئيس جو بايدن، إدارته بتعميق التواصل بين بلدينا بشأن مجموعة من القضايا، وأتطلع إلى القيام بذلك خلال زيارتي".

وفي ختام زيارتها، أعربت وزيرة الخزانة الأمريكية، عن تفاؤلها بشأن أسس العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، إذ التقت خلال الزيارة، العديد من كبار المسؤولين الحكوميين، بينهم رئيس الوزراء لي تشيانج.

وفي مؤتمر صحفي في السفارة، قالت: "أعتقد أن اجتماعاتي الثنائية التي استغرقت نحو 10 ساعات على مدى يومين شكلت خطوة إلى الأمام، في جهود البلدين لوضع أسس أكثر صلابة".

وشددت على أهمية التزام الصين والولايات المتحدة، بضرورة إيجاد طريقة للعيش معًا وتشارك الرخاء العالمي، مؤكدة الأهمية الحيوية للاتصالات رفيعة المستوى، مضيفة "أعتقد أن العالم كبير بما يكفي لازدهار البلدين".

أما الصين فقالت إن الزيارة أتاحت تعزيز التواصل والتعاون لمواجهة التحديات العالمية.

وقال شيه فينج، السفير الصيني لدى الولايات المتحدة، إن بلاده تأمل أن تجتمع مع أمريكا في منتصف الطريق، وينفذا التوافق المهم بين الرئيسين الأمريكي والصيني بشكل كامل".

زيارة وزير الخارجية الأمريكي

قبل زيارة يلين، زار وزير الخارجية الأمريكي، الصين، 18 يونيو، كانت الأولى لمسؤول أمريكي كبير، منذ تولي بايدن الحكم، مُحملًا بـ3 ملفات رئيسية، هي إنشاء آلية لإدارة الأزمات، تعزيز مصالح الولايات المتحدة وحلفائها، إلى جانب استكشاف مجالات التعاون المحتمل، بحسب تصريحاته.

والتقى وزير الخارجية الأمريكي، خلال الزيارة، الرئيس الصيني شي جين بينج، وأعرب عن تقديره للمحادثات الصريحة معه، بعد لقاء دام 35 دقيقة فقط، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

وأكد بلينكن أن الصين رفضت عرضًا أمريكيًا بإقامة خط "اتصال عسكري" مباشر بين الطرفين، بهدف تهدئة التوترات بسرعة والتراجع عن المواجهة، وهو الخط الذي يمثل أولوية لإدارة بايدن، بحسب موقع "ذا هيل" الأمريكي.

وعقب الزيارة، قال وزير الخارجية الأمريكي، إن التفاعلات بين الدول يجب أن تستند على الاحترام المتبادل والصدق، مشيرًا إلى أنه اتفق مع القيادة الصينية على الحاجة إلى استقرار العلاقات الثنائية.

زيارة سرية

بدأت الزيارات الأمريكية الأخيرة، بزيارة سرية في مايو الماضي، أجراها وليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، عقب إسقاط واشنطن منطادًا صينيًا، قيل إنه للتجسس، بحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز".

وأوضح مسؤول أمريكي، أن بيرنز وهو أحد أبرز المساعدين الموثوقين للرئيس الأمريكي جو بايدن، ويعهد إليه بالأمور الحساسة، شدد خلال الزيارة على أهمية إبقاء قنوات التواصل مفتوحة.

خلافات كبيرة

الزيارات الأمريكية تأتي وسط توتر غير مسبوق في العلاقات بين البلدين، وهو ما أقرت به وزيرة الخزانة الأمريكية.

وأبرز النقاط الشائكة بين الطرفين، هي الحرب التجارية والاقتصادية والتكنولوجية، بين القوتين العظميين، وأخذت الحرب التجارية بينهما في عام 2018، مسارًا تصاعديًا، إذ فرض الرئيس الأمريكي وقتها دونالد ترامب، قيودًا على الواردات الصينية، وفرض المزيد من الرسوم الجمركية، بهدف تقويض بكين، ثم واصلت إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، السياسة الأمريكية، وفرضت المزيد من العقوبات والحظر على شركات صينية، خاصة في قطاع التكنولوجيا، ولا سيما أشباه الموصلات، ومعدات صناعة الرقائق، ومكونات صناعة الحواسيب العملاقة.

وبين أكثر القضايا الشائكة بين البلدين، قضية أشباه الموصلات، خاصة بعد فرض الإدارة الأمريكية، قيودًا من أجل قطع إمداد الشركات الصينينة بالتكنولوجيا الأمريكية والرقائق، وهو ما اعتبرته الصين عرقلة لتطورها والإبقاء على التفوق الأمريكي.

كما اتخذت الصين قرارًا بحظر تصدير معدنين أساسيين، يستخدمان في صناعة الرقائق والإلكترونيات ومنتجات الطاقة الشمسية، هما الجرمانيوم والجاليوم، وعبر الاتحاد الأوروبي عن "قلقه" إزاء قرار الصين.

توترات بحر الصين الجنوبي

وتعد السيادة في بحر الصين الجنوبي، أحد أبرز الملفات التي تسببت في زيادة التوتر بين القوتين العظميين، إذ يتبادل الجانبان الاتهامات بأن الجانب الآخر يعمد إلى "عسكرة" بحر الصين الجنوبي، وثمة مخاوف من أن المنطقة تستحيل تدريجيًا إلى نقطة احتكاك، وأن عواقب أي صدام فيها قد تكون وخيمة على النطاق العالمي، بحسب "بي بي سي".

أزمة تايوان

تعد قضية تايوان، أحد أكثر النقاط الخلافية بين الصين وأمريكا، في ظل الإصرار الأمريكي على التقارب مع تايوان.

واعتبرت الصين زيارة نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة، إلى تايوان، تحديًا أمريكيًا واضحًا للتهديدات التي أطلقتها بكين، التي تعتبر تايوان "جزءًا لا يتجزأ من أراضيها" وفقًا لمبدأ "الصين الواحدة"، ثم لقاء رئيسة تايوان، رئيس مجلس النواب الأمريكي الجديد كيفين مكارثي.

وردّت الصين وقتها بتحركات عسكرية غير مسبوقة حول الجزيرة، وأرسلت سفنًا حربية إلى المياه المحيطة بالجزيرة، وسط تحذيرات من "ردٍّ حاسم".

وأدانت الخارجية الصينية، الاتفاق التجاري "مبادرة الولايات المتحدة وتايوان للتجارة في القرن الـ21"، بين أمريكا وتايوان، الذي وقعه البلدان، الخميس الماضي، الذي يهدف لتعزيز التجارة بينهما، وهو ما وصفته الصين بأنه ينتهك مبدأ "الصين الواحدة"، وطالبت بفسخ الاتفاق.