الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الزلزال يحول "إمي نتالا" إلى مقبرة جماعية في المغرب

  • Share :
post-title
قرية إمي نتالا بعد أن ضربها الزلزال

Alqahera News - مازن إسلام

ضرب زلزال بقوة 7.2 درجة على مقياس ريختر، منطقة نائية في جبال الأطلس في المغرب، ما أدى إلى مقتل قرابة 3 آلاف شخص وإصابة آلاف آخرين. وكانت إحدى أكثر القرى تضررًا من الزلزال هي قرية إمي نتالا، التي تشتهر بجمالها الطبيعي وثقافتها الأمازيغية، والتي تستقطب السياح والمتنزهين من جميع أنحاء العالم، لكن القرية لم تعد موجودة، فقد انهار جزء من الجبل فوقها وتحولت بيوتها من الطين إلى كومة من الحطام.

جهود الإنقاذ

بعد الزلزال، هرعت فرق الإنقاذ والحماية المدنية إلى المنطقة المنكوبة للبحث عن الناجين وانتشال الجثث من تحت الأنقاض. وكانت عملية الإنقاذ صعبة وخطيرة بسبب تضاريس المنطقة الوعرة وعدم توفر الطرق المؤدية إلى بعض القرى ووجود خطر سقوط المزيد من الصخور من الجبل. بالإضافة إلى استمرار الهزات الارتدادية، والتي زادت من حالة الذعر والفزع بين المتضررين وعاملي الإغاثة، حسبما ذكرت الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية، هو ما دفع فرق الإنقاذ إلى استخدام كلاب مدربة للكشف عن المحاصرين أو المتوفين. وقال أحد عاملي الإنقاذ من هولندا: "لا يوجد حياة هنا... يمكنك أن تشم رائحة الموت هنا...لا تحتاج إلى كلب لتخبرك أنه لا يوجد ناجون... لكن من المفيد أن يكون لديك كلاب لتحديد مكان الجثث وإظهار عاملي الإنقاذ أين يجب أن يحفروا".

شهادات الضحايا

أصاب الزلزال آلاف الأشخاص الذين يعيشون في قرى تقليدية في جبال الأطلس، حيث يعتمدون على زراعة التفاح وصنع المشغولات التقليدية. وفقد كثير منهم أحبائهم ومساكنهم وموردهم في غضون دقائق.

وقال أحد الناجين، براهيم عيت أوكادير، الذي نجا مع طفليه، إنهم كانوا محظوظين لأنهم كانوا في جزء من بيتهم الذي لم يكن له سقف وكان مفتوحاً على السماء. مضيفا، "كانت هذه قرية آمنة وكريمة...كنا جميعا نعيش معاً... كان الأجانب يأتون إلى هنا من كل أنحاء العالم ليأكلوا ويناموا هنا لبضعة أيام... لم يتعرض أحد للأذى هنا أبدًا".

وقالت، سعاد عيت حماد الحيش، التي فقدت ابن عمها في الزلزال، إنه كان يعمل في مجال السياحة وكان يحب قريته...لقد كان شخصًا طيبًا ومحبوبًا من الجميع... كان يحلم بالزواج وإنشاء عائلة...كان لديه آمال وطموحات... لكن الزلزال أخذ كل شيء منه".

وبينما استمر العمل لاستخراج الضحايا من تحت الأنقاض، جلس بعض المتفرجين على الصخور والحطام المحيطة بشكل خطير. وكان هناك رجل قال القرويون، إنه ابن المرأة يتشبث بأعلى لوح من الحجر الرملي المنهار، يشاهد بألم العمال يكدحون لاستخراج والدته من تحت الأنقاض. وبعد ساعات من الحفر، أخرجوا جثة المرأة ووضعوها مباشرة في كيس للجثث.