الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ماكرون يثير غضب موسكو.. هل تقدم أوروبا على إرسال قوات إلى أوكرانيا؟

  • Share :
post-title
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين - أرشيفية

Alqahera News - سامح جريس

مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثالث، صعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لهجته العدائية ضد موسكو، بعد أن رفض استبعاد إرسال قوات برية إلى أوكرانيا، إلا أنه أشار إلى غياب أي توافق على هذه الخطوة، خلال اجتماع عقده في باريس مع 20 من قادة أوروبا بشأن تصاعد الرد الأوروبي على التقدم العسكري الروسي في أوكرانيا.

التخلي عن المحرمات

ووفقًا لما أشارت صحيفة "لو فيجارو الفرنسية"، فإنه من أجل الحفاظ على الغموض الاستراتيجي الفرنسي، أشار ماكرون إلى أنه "لا يوجد توافق رسمي على دعم أي قوات برية، ومع ذلك، ينبغي عدم استبعاد أي شيء، سنفعل كل ما بوسعنا لضمان عدم تفوق روسيا".

وأشار ماكرون إلى أن المحرمات السابقة بخصوص إرسال صواريخ طويلة المدى والطائرات قد تم التخلي عنها، مضيفًا: "كان الناس يقولون أعطوهم فقط أكياس النوم والخوذ، أما الآن فيجب أن نفعل أي شيء من أجل تحقيق هدفنا".

أول نقاش مفتوح

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه لأول مرة يكون هناك نقاش مفتوح بين دول المعسكر الغربي، بشأن إمكانية توفير قوات جماعية لدعم القوات المسلحة الأوكرانية المنهكة، وفي نهاية الاجتماع الذي عُقد في باريس بدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع 20 من قادة أوروبا، حذر الزعيم الفرنسي من أن "هناك تغييرًا في موقف روسيا التي تسعى للاستيلاء على مزيد من الأراضي، ليس في أوكرانيا فحسب بل في العديد من البلدان الأخرى أيضًا، مما يشكل خطرًا أكبر من روسيا".

ومن بين الحضور البارزين في الاجتماع المستشار الألماني أولاف شولتس، ووزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون، والرئيس البولندي أندريه دودا، بالإضافة إلى رئيس الوزراء الهولندي مارك روتيه، في حين حضر مسؤولون نسبيًا صغار من الولايات المتحدة وكندا.

وأعرب المسؤولون الفرنسيون عن قلقهم من عدم وجود قوة غربية موحدة تستجيب لوضع بوتين اقتصاد بلاده على قدم الحرب بشكل فعال، فضلًا عن عدم وضوح الاستجابات العملية الوافية والواضحة من الغرب.

خمسة مجالات عمل رئيسية

وأعلن الرئيس ماكرون أن الاجتماع، الذي دعا إليه على عجل بعد بدء الخطوط الأمامية الأوكرانية في الانهيار أمام ضربات الجيش الروسي، خاصة بعد سقوط مدينة أفدييفكا، إلى اتفاق المجتمعين فيه على التركيز على خمسة مجالات عمل رئيسية: الدفاع الإلكتروني ضد الهجمات السيبرانية الروسية المحتملة، والإنتاج المشترك للأسلحة والذخائر العسكرية في أوكرانيا، وحماية الدول المهددة مباشرة بالهجمات الروسية مثل مولدوفا بزيادة الدعم العسكري لها، وتعزيز الحماية العسكرية لأوكرانيا على حدودها مع بيلاروسيا الموالية لروسيا، وكذلك إزالة الألغام والقنابل غير المنفجرة في الأراضي الأوكرانية.

كما أعلن الرئيس الفرنسي عن تشكيل تحالف جديد لتزويد أوكرانيا بصواريخ عالية الدقة طويلة ومتوسطة المدى.

وشدد ماكرون على ضرورة هزيمة روسيا، من أجل السلام والأمن في أوروبا وحماية دول شرق أوروبا المهددة، مؤكدًا أنه من الضروري أن تنتقل أوروبا من مجرد الكلام والتصريحات إلى العمل الفوري واتخاذ قرارات واضحة وملموسة لبناء ركيزة دفاع أوروبية مستقلة وفاعلة قادرة على حماية مصالح القارة ودولها دون الاعتماد المطلق على حلف شمال الأطلسي.

استمرار الدعم والانتخابات الأمريكية

وعند سؤاله عن إمكانية استمرار دعم أوكرانيا في ظل الانتخابات الأمريكية هذا العام، قال ماكرون إنه "لا يمكننا أن ننتظر نتيجة الانتخابات الأمريكية؛ لنقرر ما سيكون عليه مستقبلنا، مستقبل أوروبا هو الذي يتعرض للخطر، لذا من واجب الأوروبيين أن يتخذوا القرار"، موضحًا أن هذا ضروري ليس لأن أوروبا متشائمة أو متمردة أو خائفة، ولكن ببساطة لأن مستقبل أوروبا هو الذي يتعرض للخطر.

وأضاف ماكرون أنه "لا يمكن لروسيا أن تفوز بهذه الحرب، فهي المعتدي الوحيد، هي البلد الوحيد الذي أشعل هذه الحرب، وروسيا الآن تؤثر بوضوح على سلامتنا وأمننا من خلال الحرب التقليدية والهجينة"، مضيفًا "نحن لسنا في حالة حرب مع الشعب الروسي".

الغضب الروسي

وجاء رد الكرملين سريعًا على هذه التصريحات العدائية، إذ حذّر اليوم الثلاثاء من أن الصراع بين روسيا وحلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة سيصبح أمرًا لا مفر منه إذا أرسلت الدول الأعضاء الأوروبية في الحلف قوات للقتال في أوكرانيا، بحسب ما أقادت وكالة "تاس" للأنباء.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين عند سؤاله عن تصريحات ماكرون: "إن مجرد مناقشة إمكانية إرسال بعض الوحدات من دول الناتو إلى أوكرانيا هو عنصر جديد مهم للغاية".

وردًا على سؤال الصحفيين عن مخاطر نشوب صراع مباشر بين، "روسيا-الناتو" إذا أرسلت دول التحالف قواتها للقتال في أوكرانيا، قال "بيسكوف": "في تلك الحالة، سنحتاج إلى الحديث لا عن الاحتمال ولكن عن حتمية ذلك الصراع المباشر".